عبد العليم غزي
عدد المساهمات : 2501 نقاط : 5271 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 22/06/2009 الموقع : bnatelzarka.yoo7.com
| موضوع: سياسة الصفح الجميل عند النبي محمد صلى الله عليه وسلم ! 27/9/2009, 10:58 pm | |
| سياسة الصفح الجميل
عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقًا فأرسلني يومًا لحاجة فقلت: والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي قال: فنظرت إليه وهو يضحك فقال: "يا أنيس ذهبت حيث أمرتك؟". قلت: نعم أنا أذهب يا رسول الله. رواه مسلم.
وفي صحيح مسلم أيضًا، قال أنس بن مالك رضي الله عنه: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين والله ما قال لي أف قط، ولا قال لي لشيء لم فعلت كذا؟ وهلا فعلت كذا؟.
وفي حديث ماعز الشهير الذي جاء معترفًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بجريمة الزنى، فيرده رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة، فلما ثبتت الجريمة، وكان لا بد من العقاب، أمر به فرجم، فلما وجد ماعز مسّ الحجارة خرج يشتد في الهرب، فلقيه عبد الله بن أنيس وقد أعجز أصحابه، فانتزع له بوظيف بعير فرماه به فقتله، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له، فقال: "هلا تركتموه، لعله يتوب فيتوب الله عليه".
بل يعلنها على رؤوس الأشهاد: "أيها الناس.. قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله، اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله تعالى عنها، فمن ألمّ بشيء منها فليستتر بستر الله وليتب إلى الله؛ فإنه من يبدِ لنا صفحته نُقِم عليه كتاب الله".
ولم تكن هذه الرحمة خاصة بالمسلمين، فعن ابن عباس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية فغنموا وفيهم رجل، فقال لهم: إني لست منهم، عشقت امرأة فلحقتها، فدعوني أنظر إليها نظرة ثم اصنعوا بي ما بدا لكم، فنظروا فإذا امرأة طويلة أدماء فقال لها: أسلمي حبيش قبل نفاد العيش.
أرأيت لو تبعتكم فلحقتكم بحلية أو أدركتكم بالخوانق أما كان حق أن ينول عاشق تكلف إدلاج السرى والودائق؟ قالت: نعم فديتك، فقدموه فضربوا عنقه، فجاءت المرأة فوقفت عليه، فشهقت شهقة ثم ماتت، فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أما كان فيكم رجل رحيم".
فكيف حقق النبي صلى الله عليه وسلم هذه المعادلة الصعبة، ساس الناس فأحسن سياستهم، دون أن يخيفهم، أو يأخذهم بشيء من العسف والظلم؟ وكيف استقام له الناس ولانوا له دون أن يخافوه؟.
| |
|