عبد العليم غزي
عدد المساهمات : 2501 نقاط : 5271 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 22/06/2009 الموقع : bnatelzarka.yoo7.com
| موضوع: من دلائل نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ( 1 ) !! 27/9/2009, 11:32 pm | |
| 1- أخذ العهد له r على جميع الأنبياء والرسل: يقول الله تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتابٍ وحكمة ثم جاءكم رسولٌ مصدقٌ لما معكم لتؤمنون به ولتنصرنه قال ءأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين}. وروى أهل التفسير عن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس في تفسير هذه الآية بقولهما: "ما بعث الله نبيًّا إلا أخذ عليه الميثاق: لئن بعث محمدٌ وهو حيٌ ليؤمنن به، ولينصرنه، وأمر الله النبي أن يأخذ الميثاق على أمته لئن بعث فيهم محمداً -عليه الصلاة والسلام- وهو حيٌ وهم أحياء ليؤمنن به، ولينصرنه". وهذا رفعةٌ وعظمةٌ بين الأنبياء وتعريفٌ وتشريفٌ بين البشرية جمعاء.. إذ هذه مكانة عظيمة، والله جل وعلا يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لن يكون إلا في آخر الزمان، وأنه خاتم الأنبياء.. فإذا جعل الميثاق على كل نبيٍّ بعث أنه يُقرّ ويؤخذ عليه الميثاق إن بُعث محمد وهو حيٌّ، أو بعث في أمته بعد وفاته أن يأخذ العهد والميثاق على الإيمان بمحمدِ صلى الله عليه وسلم وعلى نصرته وأتباعه؟! أفلا ترون ذلك عظمةً بين العظماء وهم الرسل والأنبياء؟ أفلا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم ورسالته ودينه وكتابه والأعظم الأكمل، الذي جعل الله عز وجل حكمته مستوفيةً لكل ما أراده من الهداية التامة والكمال في هذه الرسالة، فجعل كل رسل الله وأنبياءه أخذ عليهم العهد، وأمروا أن يأخذوا عليهم أتباعهم وعلى أممهم العهد والميثاق أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، وأن ينصروه.. ولا شك أن هذا وجهٌ ظاهرٌ واضحٌ بيّن. 2. إعلام أهل الكتاب بصفته r والتعريف به: وأهل الكتاب من اليهود والنصارى على وجه الخصوص، وفي رسالة موسى عليه السلام وما أنزله الله عليه من التوراة، وفي رسالة عيسى عليه السلام وما أنزله الله عليه من الإنجيل ذكرٌ مفصلٌ بوصفٍ دقيقٍ وسماتٍ معنوية وأخرى حسية لرسول الله صلى الله عليه وسلم. إن هذا النبي الذي سيبعثه الله من بعد هو نبي عظيم، ومكانته عالية، وقدره رفيع؛ ومن هنا ذكرت هذه الأوصاف، كما قال تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم}، ما معنى كما يعرفون أبناءهم؟ أي كما لا يشك الرجل أن هذا الابن من صلبه، لعلمه بحاله وحال زوجه، بل قد لا يكون عنده من الجزم بهذا مثل ما عنده من الجزم بصدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بما ذكر من أوصافه الدقيقة في هذه الكتب. والله تعالى يقول: {الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل}، التوراة ليست كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولم ينزل الإنجيل على محمدٍ صلى الله عليه وسلم، لكن ذكره فيهما مشعٌّ وصفته فيهما ظاهرةٌ فقد روى عبد الله بن عمر بن العاص الحديث الذي يرويه البخاري حين سئل عن وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أجل والله إنه لموصوفٌ في التوراة ببعض صفته في القرآن: " يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً، وحرزاً للأميين. أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق، ولا متزين بالفحش، ولا قوال للخنا، أسدده لكل جميل، وأهب له كل خلق كريم، وأجعل السكينة لباسه، والبر شعاره، والتقوى ضميره، والحكمة مقوله، والصدق والوفاء طبيعته، والعفو والمعروف خلقه، والعدل سيرته، والحق شريعته، والهدى إمامه، والإسلام ملته، و(أحمد) اسمه، أهدي به بعد الضلال، وأعلم به بعد الجهالة، وأرفع به بعد الخَمالة، وأُسمّي به بعد النكرة، وأكثر به بعد القلة، وأغني به بعد العَيْلة، وأجمع به بعد الفرقة، وأؤلف به بين قلوب مختلفة، وأهواء مشتتة، وأمم متفرقة، وأجعل أمته خير أمة أخرجت للناس، لا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا الله ويفتح الله به أعيناً عمياً وآذاناً صماً وقلوباً غلفاً". ذلك مما هو في الكتب السابقة من وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ولا شك أن ذلك تنويهٌ وإشادةٌ به وتشريفٌ وتكريمٌ له صلى الله عليه وسلم. 3. ختم النبوات بنبوة محمدٍ r : قال تعالى: {ما كان محمدٌ أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين}.. ودائماً ماذا نقول في حديثنا المعتاد؟ ألا نقول: "ختامه مسك"؟! أليس آخر عملٍ تعمله يكون أكثر إتقاناً وأوضح كمالاً؟! ولذلك من وجوه الحكم الجميلة استطراداً أقول ما ذكره ابن القيم رحمه الله في خلق آدم قال: "جعل الله خلق آدم وهو أبو البشر متأخراً عن خلق كثيرٍ من المخلوقات من الملائكة والجن وغيرهم، ولا يكون المؤخر إلا معظماً -وذكر وجوه العظمة في خلق آدم- ورسولنا صلى الله عليه وسلم والأنبياء صفوة الخلق، والله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس، الله أعلم حيث يجعل رسالته، ومع ذلك هذه الصفوة لا شك أن يكون خاتمها وصفوة الصفوة عليه الصلاة والسلام، ونحن نعلم أن الأخير هو الأكمل، وأن الخاتم هو الأفضل؛ فكانت نبوته، وكانت شخصيته، وكانت عظمته أتم وأكمل شيءٍ في سلسلةٍ ذهبيةٍ مشعةٍ مضيئةٍ من رسل الله وأنبيائه عليهم صلوات الله وسلامهم أجمعين". وإن كان سيدنا صلى الله عليه وسلم بتواضعه يقول: (لا تفضلوني على الأنبياء)، ويقول كذلك: (لا تفضلوني على يونس بن متى، لكنه قال: (أنا سيد ولد آدم ولا فخر). في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند البخاري ومسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إن مثلي ومثل الأنبياء قبلي، كمثل رجل بنى بنيانًا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون لـه، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال: فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين)، وهذا من وجوه العظمة. | |
|