عبد العليم غزي
عدد المساهمات : 2501 نقاط : 5271 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 22/06/2009 الموقع : bnatelzarka.yoo7.com
| موضوع: صفـة الأبوة لدى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ( 5 ) !! 28/9/2009, 2:15 pm | |
|
5. الـجـو العام للتربية في بيته الـكريم
كان الطابع العام الذي يسري في جو بيته الكريم هو التقوى والخشية، فهذا الجو كان يسري في كل حركة وسكنة فيه، فمن استطاع مشاهدة نظرات رسول الله صلى الله عليه و سلم رأى فيها غبطة الوصول إلى الجنة وخشية الوقوع في النار، ومن رآه في صلاته رآه يرتجف أحيانا إلى الأمام وأحيانا إلى الخلف مهتزا من خشية الله أو متولها بالشوق إليه.. كانت هذه هي المناظر المشاهدة من حياة هذا البيت؛ فمن رآه تذكر الله تعالى، ينقل النسائي الحديث التالي عن مُطَرِّف عن أبيه قال: “أتيت النبي وهو يصلي ولجوفه أَزِيز كأزيز المِرْجَل”، يعني يبكي.
كان –صلى الله عليه وسلم- دائم البكاء في الصلاة متجها بأعماق قلبه إلى الله، وكم من مرة افتقدته أمنا عائشة رضي الله عنها فوجدته وهو ساجد يسبح الله تعالى في خشوع، ومن البديهي أن حاله هذه كانت تؤثّر على أهل بيته تأثيرا إيجابيا وقويا من الناحية التربوية، فقد سرى هذا الخشوع والتقوى والخوف من الله إلى نسائه وأولاده، ذلك لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يعيش ما يقوله ويقول ما يعيشه، وليس هناك أحدا استطاع أن يؤثر بسلوكه المطابق لفكره مثلما أثر الرسول صلى الله عليه و سلم في بيته، ولو جمع كل علماء النفس وعلماء التربية كل معلوماتهم من جميع النظم التربوية واستخدموها بأجمعها في تعبئة عامة لما استطاعوا أن يقتربوا في تأثيرهم إلى مستوى التأثير الذي أحدثه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في بيته.
أجل.. لقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يعبر بتصرفاته وسلوكه عما يريد أن يبلغه للناس ثم يترجم تصرفاته وسلوكه إلى الناس ويبلغها ويفهمها لهم... يريهم كيف تكون الخشية من الله وكيف تؤدى السجدة بكل خشوع وخضوع، وكيف يكون الركوع، وكيف يكون الجلوس للتحيات، وكيف يبتهل إلى الله في ظلمة الليل، كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يفعل هذا في بيته وعندما يكون بين أصحابه يرشدهم كيف يتصرفون وكيف يربون أطفالهم وكيف يكونون مرآة للحق وللحقيقة في كل أمر، فتجد أقواله صدى حسنا في بيته وبين أصحابه وتدخل إلى قلوبهم وتتشربها نفوسهم. لقد كان صلى الله عليه وسلم -قبل كل شيء- أبا وجدا لا نظير ولا مثيل له، وقد يبدو لنا هذا أمرا بسيطا من الناحية الاجتماعية، إلا أنه في الحقيقة من أصعب العقبات التي يجب على الإنسان تخطيها، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمام صفوف الأُول من الذين تخطوا هذه العقبات بنجاح، فأصبح أفضل أب وأفضل جد، ثم إنه ربى أولادا وأحفادا جاء من صلبهم معظم رجال السلسلة الذهبية في التأريخ الإسلامي، من الذين كانوا شموسا وأقمارا ونجوما هادية، وهذا الأمر دليل آخر من دلائل نبوته صلى الله عليه و سلم، إذ مهما كان الإنسان ذكيا وعبقريا فليس باستطاعته أن يكون مربيا بهذا المستوى الرفيع.
| |
|
لولا Admin
عدد المساهمات : 870 نقاط : 1789 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 06/07/2009
| موضوع: رد: صفـة الأبوة لدى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ( 5 ) !! 29/9/2009, 10:35 pm | |
| | |
|