غزة...
خذي يدي و لا ترحلي
و ضعيها في النار
حتى تأخذ شكل البندقية
فنرى شكل البندقية
و نسمع طلقة
أو طلقتين
تنسينا
بعض هتافاتنا الخلبية
و الخطابات الخلبية
و نلتقي بعيدا عن المدح و الخمر
و الروايات العاطفية
****
عشرون عاما
لم نسمع سوى صرير
أبواب القصور المغلقة
و خشخشة بناياتنا الورقية
لم نسمع سوى أغانينا الرخيصة
و خطيبا متلعثما في الخطابة
و مؤذنا نسي النداء
فامتهنا الحمد و الشكر و الركوع و السجود
و الرتابة
و تشييع اللحود
غزة..نقطة حمراء في عمق السماء
طفل جريح
أوقعناه في جب عميق
و قلنا:
"هاهي الدماء على الرداء
فلا إعتراض على القضاء"
غزة.. رضيع في سلة الموتى
و النبي محمد
يصيح بين الجموع
فاغتلناه على الحدود
و سلمنا عمرا للغزاة و لليهود
ولم نرث منه سوى الرداء
غزة...تنادي العاجزين عن الوقوف
الغائبين عن الوجود
تنادي العشيرة و القبيلة و المدينة
و تبحث عن الفتى الجاهلي
المدفون بين أنقاض الحشود
...سنبلة خضراء
تلطمها الرمال في الخلاء
غزة...
أنا الظل المريض
يزحف بين العبيد و بين الإماء
حملت قبل
نعش "غرناطة"و"بلد الوليد"
و"سبتة"و"المرية"
ولن أقوى على حمل المزيد
أشلائنا منثورة
تحت أقدام الغاصبين من الجنود
و أنا سجين
في شرك العنكبوت بلا حراك
يمتص حبك فيَّ
و يتركني يتيما
بلا انتماء
و نحن نسير فرادى تائهين
ليت شعري
أفلا يكفي ما نلنا من وعود؟
فمتى يعود المسيح؟
متى يعود؟