يقال أن أحد التلامذة الانجليز كان يأوي إلى فراشه كل ليلة ليتذكر ما وقع فيه من أخطاء، وكان هذا يصيبه بهم وقلق كبير, وذات يوم فوجئ هذا التلميذ وأصدقاؤه بالمعلم يدخل عليهم الفصل ومعه كوب من اللبن وضعه أمامهم، وتعجب التلاميذ وأخذوا يصرفون أبصارهم تجاه كوب اللبن وهذا الأستاذ، والأستاذ ساكت لا يتكلم.. وفجأة ضرب هذا الأستاذ كوب اللبن بيده فكسر، وسال اللبن على الأرض، ثم أمر هذا المعلم تلامذته أن ينظروا إلى هذا اللبن السائل، وقطع الزجاج المنكسرة، وقال لهم: "إنكم لن تستطيعوا أن تعيدوا هذا الكوب إلى ما كان عليه، وما عليكم إلا أن تلملموا هذا الزجاج المتكسر، ثم تواصلوا العمل مرة أخرى"، ومن ساعتها تعلم هذا الصبي ألا يندم على أخطائه إلا بالقدر الذي يفيده في المستقبل من دروسها.
وفي النهاية نحن أمام خيارين لا ثالث لهما:
- أولا: أن نظل نبكي على اللبن المسكوب .. ونظل نبكي على ما فقدناه فى حياتنا، وعدم قدرتنا على إحراز الغايات والنجاح.
- ثانياً: أن نفيق من غفلتنا .. ونترك ما سقط منا .. وننهض محاولين التعويض ما استطعنا