الفترة 227-218هـ / 833–842م
تتويج 218هـ /833م، الدولة العباسية
الاسم الكامل أبو اسحاق محمد بن الرشيد بن المهدي بن المنصور
ألقاب أمير المؤمنين
ولادة 179هـ
مكان الولادة الدولة العباسية
توفي 227هـ / 842م
مكان الوفاة سامراء ، الدولة العباسية
السلف عبد الله المأمون
الخلف أبو جعفر هارون الواثق بالله
سلالة العباسيين
اعتقاد ديني مسلم سني
أبو إسحاق محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن المهدي بن المنصور ثامن الخلفاء العباسيين, ولد سنة 179 هجرية و توفي بمدينة سامراء في 18 من ربيع الأول سنة 227 هجرية (4 من فبراير سنة 842 ميلادية), و كان في عهد أخيه المأمون واليا على الشام و مصر و كان المأمون يميل اليه لشجاعته فولاه عهده, و في اليوم الذي توفي فيه المأمون بطرسوس بويع أبو اسحاق محمد بالخلافة و لقب بالمعتصم بالله في 19 من رجب سنة 218 هجرية (10 من أغسطس سنة 833 ميلادية), و بحسب المؤرخين فقد كان يملك قوة بدنية و شجاعة مميزة, غير أنه كان محدود الثقافة و ضعيف في الكتابة, و ما ميز عهد المعتصم هو استعانته بالجنود الأتراك و ذلك للحد من المنافسة الشديدة بين العرب و الفرس في الجيش و الحكومة[1][2]
صفاته
كان المعتصم أبيض أضهب اللحيه طويلها، مربوعا مشربا بحمره، ذا شجاعه وهمه عاليه، وقوه مفرطه،(كان يقرأ ويكتب قراءه ضعيفه، وكان مع ذلك فصيحا مهيبا، عالي الهمه، حتى قيل انه كان أهيب الخلفاء العباسيين).[3]
توليه الخلافةالدولة العباسية
تولى أبو اسحق محمد المعتصم بالله الخلافة بعد أخيه المأمون، و قد بويع له بالخلافة يوم مات أخوه المأمون بـ"طرسوس"[4].
[عدل] خلافته
استمرت عمليات الترجمة والنهضة العلمية في عهده كما افتتحها سلفه المأمون[5], غير ما ميز عهد المعتصم هو اهتمامه باقتناء الجنود الأتراك بجلبهم من مناطق اسيا الوسطى كسمرقند و خوارزم, ولقد ملأ الجنود الأتراك بغداد حيث بلغت أعدادهم ما يقارب بضعة عشر ألفا, أدى ذلك الى التضييق بأهل المدينة, و اضطر الخليفة نتيجة لذلك الى الانتقال الى مدينة سامراء التي بناها على بعد 100 كيلومتر شمالي بغداد لتكون عاصمة له و مقرا لجيوشه التركية من المماليك و الأحرار, ويرى المؤرخون أن ميل المعتصم للأتراك يرجع الى كون والدته تركية, كما أراد أن يحد من المنافسة الشديدة التي كانت قائمة بين العرب و الفرس في الجيش و الحكومة[6]
[عدل] اخماد الفتن و الثورات الداخلية
أكمل المعتصم خطوات أخيه المأمون في القضاء على الثورات الداخلية التي استعصت عليه, اذ تمكن من القضاء على ثورة الهنود الزط التي هددت مرافق الدولة في جنوب العراق تمكن من القضاء عليها القائد العربي عجيف بن عنبسة سنة 220 هجرية[7]وأجلاهم المعتصم إلى الأناضول.[8].
ولعلّ قضاءه على ثورة بابك الخرمي التي أسست دولة شاسعة في أذربيجان وجوارها منذ عهد المأمون كانت من أبرز أعماله؛ إذ إن بابك الخرمي قد مزج بين الإسلام والمجوسية وأسس دينًا هجينًا وعمد إلى إصلاحات اقتصادية واجتماعية جذرية ما ساهم في بقاءه عصيًا على الدولة العباسية عشرين عامًا،[9] قضا عليها القائد حيدر بن كاوس "الافشين"[10].
ثم قامت ثورة أخرى بقيادة محمد بن القاسم و هو شيعي على المذهب الزيدي, اذ كان مقيما بالكوفة ثم خرج منها الى الطالقان بخراسان يدعوا الى الرضا, فاجتمع اليه أناس كثر, فاهتم لأمره عبدالله بن طاهر بن الحسين أمير خراسان و بعث له جيوشا و قامت بين الفريقين وقعات بناحية الطالقان انتهت بهزيمة محمد بن القاسم و فراره الى كور خراسان في مدينة نسا غير أن واليها أمسك به و بعثه الى المعتصم فقام الخليفة بحبسه غير أنه تمكن من الفرار من السجن بمساعدة مجموعة من أنصاره, و لم يعرف عنه أي خبر بعد ذلك[11].
[عدل] معركة عمورية
رسم بيزنطي يمثل حصار المعتصم لعمورية
انتهز الامبراطور تيوفيل البيزنطي فرصة انشغال المعتصم في مطاردة الخرميين, و أغار على الحدود الاسلامية و هاجم مدينة زبطرة و هي أقرب الثغور الاسلامية الى أراضي الدولة البيزنطية, فأحرقها و خربها و قتل رجالها و سبى نساءها و أطفالها, و قد غضب المعتصم لهذا الحدث خصوصا و أنه كان يعتز بهذه المدينة كونها مسقط رأس والدته, و يذكر ابن الأثير أن امرأة هاشمية أخذت تصيح عندما وقعت في أسر الروم "وا معتصماه" فلما بلغ ذلك المعتصم أقسم بأن ينتقم من الروم و أن يخرب مدينة عمورية مسقط رأس والد الامبراطور البيزنطي و أهم مدينة في آسيا الصغرى[12], ثم جمع المعتصم جيشا كبيرا بلغ تعداده ثمانين ألفا[13], تولى قيادته بنفسه كما ساعده كبار قواده كحيدر بن كاوس (الافشين) و أشناس, و يقال أن اسم عمورية كان منقوشا على درع كل جندي في الجيش. و تقدم المعتصم بجيوشه حتى التقى بجيش تيوفيل عام 838م فقامت بين الجيشين معركة انتهت بانتصار جيش المعتصم, ثم توجه الى مدينة عمورية و ضرب حصارا عليها و بعد الحصار الشديد تمكن المعتصم من اقتحام عمورية عنوة و تخريبها و أسر من فيها. و قد وصف الشاعر أبو تمام انتقام المعتصم بالقصيدة التي مطلعها:السيف أصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجد و اللعب
[14]. و يقال أن المعتصم كان يريد أن يواصل فتوحاته الى القسطنطينية, غير أنه اكتشف مؤامرة دبرها ابن أخيه العباس مع القائد عجيف بن عنبسه الذي سبق أن قضى على ثورة الزط مما اضطر المعتصم لأن ينهي الحرب مع الروم و يقبض على العباس و عجيف فحبسهما و منع عنهما الماء الى أن ماتا[15].
[عدل] وفاة المعتصم
احتجم المعتصم في أول يوم من محرم سنة 227 هجرية فأصيب عقب ذلك بعلته التي قضت عليه يوم الخميس لثماني ليال مضت من شهر ربيع الأول من تلك السنة و رثاه محمد بن عبد الملك الزيات[16].
ويقول السيوطي أنه لما احتضر جعل يقول :
« ذهبت الحيلة فليس لي حيلة »
« اللهم إنك تعلم أني أخافك من قبلي ولا أخافك من قبلك. وأرجوك من قبلك ولا أرجوك من قبلي » [17]
كانت خلافته ثماني سنين وثمانية أشهر وثمانية أيام، وهو ثامن الخلفاء من بنى العباس، وثامن أولاد هارون الرشيد، ومات عن ثمانية بنين وثماني بنات، وتولى الخلافة سنة ثمان عشرة ومئتين، وفتح ثمانية فتوح فكان يلقب ب"المثمن" [18]، وكان معروفا بطيبة النفس، وكان من أعظم الخلفاء وأكثرهم هيبة.وإثر وفاته عام 842 م بويع بالخلافة ابنه الواثق بالله.
[عدل] المصادر يوجد في ويكي مصدر كتب أو مستندات أصلية تتعلق بـ: المعتصم
^ في التاريخ العباسي و الأندلسي, الدكتور أحمد مختار العبادي ص117
^ الدولة العباسية تكامل البناء الحضاري, عيسى الحسن ص197 ISBN 9786589079958
^ النجوم الزاهره لأبي المحاسن، ج2،ص305
^ الدولة العباسية تكامل البناء الحضاري, عيسى الحسن ص197 ISBN 9786589079958
^ ثورة بابك الخرمي، الموسوعة العربية، 24 شباط 2011.
^ في التاريخ العباسي و الأندلسي, الدكتور أحمد مختار العبادي ص117
^ في التاريخ العباسي و الأندلسي, الدكتور أحمد مختار العبادي ص118
^ ثورة الزط، الموسوعة العربية، 24 شباط 2011.
^ ثورة بابك الخرمي، الموسوعة العربية، 24 شباط 2011.
^ في التاريخ العباسي و الأندلسي, الدكتور أحمد مختار العبادي ص118
^ الدولة العباسية, تكامل البناء الحضاري, عيسى الحسن ص203 ISBN 978-6589-07-995-1
^ في التاريخ العباسي و الأندلسي, الدكتور أحمد مختار العبادي ص119
^ Treadgold 1988, ص. 297.
^ في التاريخ العباسي و الأندلسي, الدكتور أحمد مختار العبادي ص118
^ في التاريخ العباسي و الأندلسي, الدكتور أحمد مختار العبادي ص119
^ الدولة العباسية, تكامل البناء الحضاري, عيسى الحسن ص 211 ISBN 978-6589-07-995-1
^ السيوطي - تاريخ الخلفاء - صـ 254 .
^ السيوطي - تاريخ الخلفاء - صـ 253.