عبد العليم غزي
عدد المساهمات : 2501 نقاط : 5271 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 22/06/2009 الموقع : bnatelzarka.yoo7.com
| موضوع: تاريخ تاسيس النادى الاسماعيلي وصاحب فكرة تاسيسه !! 29/7/2009, 1:52 pm | |
| من اللعب في معسكرات الإنجليز إلي اللعب في الشوارع والحواري وبدأت الإسماعيلية تتعلم كيف تحب وكيف تلعب كرة القدم وجاء أطفال صغار لم يعرفوا حكايات وعذابات حفر قناة السويس ودموع أجدادهم ولكن عرفوا الإنجليز وعرفوا كرة القدم وورثوا ذلك الإحساس الغامض تحت جلودهم بالخوف من السلطة وكراهية القاهرة التي أصبحت تجسيداً للاثنين السلطة والإنجليز ولما زاد عدد هولاء بدا التفكير في إنشاء ناد وملعب يمارس فيه هولاء لعبتهم المفضلة وبالفعل وفي عام1920م تأسس هذا النادي كأول نادي مصري في تاريخ الإسماعيلية تأسس باسم نادي النهضة وبأموال أهل الإسماعيلية القليلة بدا بناء هذا النادي وتم إشهار النادي عام 1924 ثم انضم إلي الاتحاد المصري لكرة القدم بعد هذا التاريخ بعامين المثير في الأمر أن أهل الإسماعيلية وهم يؤسسون هذا النادي ويشهدون ميلاده لم يهتموا بشكل بناء أو جمال ديكور بل كان همهم الوحيد هو ملعب كرة القدم . بدا نادي النهضة يلعب الكرة في الإسماعيلية وباسم كل الإسماعيلية حتى انه لم يعد من اللائق أن يصبح اسمه نادي النهضة لأنه في حقيقة الأمر لم يكن هناك فارق بين النادي أو المدينة صحيح أن هناك نادياً آخر في المدينة هو نادي شركة قناة السويس ألا انه كان في عيون الإسماعيلية نادي للأجانب والخواجات أما الإسماعيلي فكان نادي تصفية الحسابات مع الجميع مع التاريخ وأيامه ودموعه ومع السلطة وقسوتها ومظالمها ومع القاهرة وأهلها الذين لم يتعذبوا ولم يعانوا مثلما تعذب وعاني أهل الإسماعيلية وبالتدريج تحولت كرة القدم إلى اختصار للحكاية كلها وأصبحت كل مباراة جزء من تصفية هذا الحساب الطويل والمعقد واصبح هناك ذلك الشعور الذي يؤكد علي انه لا فرق بين الكرة والسياسة ..بين الكرة والكرامة ..بين الكرة والحرب ..بين الكرة والإحساس بالزهو والانتماء ألي مدينتك وبيتك وتاريخك وعائلتك .
في هذه الفترة كانت المشاعر الوطنية لكل المصريين بصفة عامة وأهالي منطقة القناة بصفة خاصة في قمة توهجها وذلك في مواجهة الاحتلال الإنجليزي والذي ترك معسكراته في أنحاء مصر وقام بتركيزها في منطقة القناة والإسماعيلية فقط فصارت الإسماعيلية مركزاً لتجمع القوي الوطنية المختلفة من كافة أنحاء الوطن للقيام بعمليات فدائية ضد المحتل الغاشم لإجباره علي الرحيل من أرض مصر كلها . كانت هذه العمليات تتم بتعاون وثيق وتام مع أهل الإسماعيلية الذين وفروا كل سبل المقاومة لمن يريد أن يقاوم الاحتلال ومع تزايد العمليات الفدائية ضد القوات الإنجليزية في الإسماعيلية صارت تلك القوات تضرب بجنون و بغير وعي في أهل الإسماعيلية علي اعتبار أنهم أما أنهم هم من يقومون بتلك العمليات أو علي الاقل مساعدة منفذيها في إتمامها فكان الحصار التام لمدينة الإسماعيلية من اجل إيقاف تلك العمليات والقيام بالعديد من أعمال القتل والسجن والاعتقال لمواطنيها في مواجهة ثورة وانتفاضة شعب الإسماعيلية المستمرة والمتصاعدة كل يوم في مواجهة الاحتلال وقد توجت هذه المرحلة بالمواجهة التاريخية والتي حدثت أمام مبني محافظة الإسماعيلية والتي اتخذت منها الشرطة المصرية عيداً لها والتي ومن خلالها واجه عدد بسيط من قوات الشرطة المصرية المسلحين ببنادق خفيفة واجهوا جيوش الإمبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس والمسلحة بأحدث أنواع الأسلحة من الدبابات والصواريخ في استبسال فريد يذكره التاريخ في صفحات خالدة من نور علي مر الأجيال .تلك الواقعة التي علق مؤرخون بريطانيون كثيرون علي أن الإسماعيلية قد شهدت بداية النهاية للإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس .كل هذا والإسماعيلي في طليعة المؤسسات الموجودة في الإسماعيلية والتي تمد الحركة الوطنية بذخيرة متجددة من شبابها المستعد دوماً للتضحية بروحه في سبيل نصرة واستقلال هذا البلد مضحياً بأغلى ما يملكه الاوهو أرواح أبنائه من شباب مصرالحرة . وعلي هذا المنوال كان الإسماعيلي من أوائل الفرق التي ساهمت في تأسيس وترسيخ وكتابة تاريخ كرة القدم ليست المصرية وحسب بل والعربية وأمتدت الي الافريقية أيضاً عن طريق مساهمته الفعالة في إنشاء مثل تلك البطولات والمشاركة فيها واستمرت معه الاسماعيلية في صراعها الرهيب من اجل أن تثار لنفسها ممن ظلمها وعندما استطاع الإسماعيلي الفوز ببطولة الدوري العام سنة 1967م لم يتعامل أهل الإسماعيلية مع هذا الأمر علي انه بطولة كروية نجح ناديهم في الفوز بها وإنما جسدوها في معني نجاحهم في قدرتهم علي الانتقام لكل سنوات العذاب والهوان التي واجهوها علي مدار تاريخهم بل وأن يفوزوا علي أندية السلطة والقاهرة ويصبحوا أقوي منها وأكبر . وتأكيد راسخ في ذهنهم من أن كل أحلامهم من الممكن أن تتحقق علي أرض الواقع وأن الانتصار يمكن حدوثه في النهاية ولو في حرب واحدة من الحروب التي خاضوها و يخوضونها كل عام وكل موسم وكل مباراة . ثم لكي تكتمل قصة الاسماعيلية والكرة والتي ربط بينهما مسار واحد شاءت المقادير أن تبقي الإسماعيلية هي المدينة الوحيدة في مصر التي ظلت تلعب كرة القدم بعد نكسة يونيو 1967 فقد قرر المهندس / عثمان احمد عثمان رئيس النادي في ذلك الوقت أن يتجمع الفريق ليقوم بأداء العديد من المبارايات لصالح المهجرين من أبناء مدن القناة كمساهمة من الاسماعيلي في تحمل دوره الوطني علي مدار تاريخه ومحاولة المساهمة في تخفيف آثار العدوان الاسرائيلي علي أهالي مدن القناة بصفة خاصة ومصر بصفة عامة ولو بشكل رمزي تبع ذلك القيام بالعديد من الرحلات لأداء مبارايات مع أندية عربية شقيقة من اجل المجهود الحربي في تأكيد علي الدور الوطني البارزالذي لعبه النادي الإسماعيلي في تلك الفترة العصيبة من تاريخ مصر ثم كلل هذا كله بتصميمه علي الاشتراك في بطولة الاندية الافريقية لأبطال الدوري علي الرغم من الظروف غير المواتية في تلك الفترة . وعلي الرغم من المصاعب والعقبات الغير طبيعية والتي واجهت النادي الإسماعيلي خلال مشوار البطولة الاانه كافح حتى استطاع تحقيق هدفه الذي سعي إليه في يوم تاريخي مشهود في تاريخ الكرة المصرية عندما إستطاع إحراز لقب بطولة الاندية الافريقية أبطال الدوري كأول فريق مصري وعربي يحصل علي تلك البطولة في التاريخ تلك المباراة النهائية التي أقيمت يوم التاسع من ينايرعام 1970م مع الانجلبير بطل زائير وحامل اللقب الافريقي في ذلك الوقت والتي حضرها أكبر عدد من جماهير حضرت مباراة كرة قدم في مصر حيث بلغ عددها ما يقرب من 130 ألف متفرج اكتظت بهم جنبات إستاد القاهرة بالاضافة الي مثل هذا العدد تقريباً خارج أسوار الاستاد تلك الجماهير التي اختلطت دموعهم بضحكاتهم وأفراحهم بأحزانهم وهم يرون بشائر النصر تتحقق أمامهم نصر هم كانوا في أشد الحاجة النفسية والمعنوية إليه وهو ما تحقق بالفعل بتوفيق من الله ثم بمجهودات رجال عظام أعطوا مصر قدر حقها فسطروا أسمائهم بتاريخ من نور في سجل العظماء وهو ما دفع بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتكريم هولاء الرجال وبما يتناسب مع ما قدموه من جهد وعرق لاسعاد ملايين المصريين فكان تكريم مجلس إدارة النادي الإسماعيلي برئاسة المهندس / عثمان أحمد عثمان بمنحه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى وتكريم لاعبي ومدربي الفريق بإعطائهم وسام الجمهورية من الطبقة الثانية كتعبير عن أهمية ما أنجزوه لبلادهم ودعوة لكل فرد في مصر أن لايستسلم للهزيمة وأن يعمل علي تخطي تلك المرحلة والنظر الي المستقبل لتحقيق الانتصار وهو ماتحقق بعد ذلك بفترة قصيرة . كل هذا ساهم في ازدياد مساحات الكرة ومعانيها السياسية والنفسية والاجتماعية في وجدان وفي ثنايا روح أهل الاسماعيلية . كل هذه العوامل بالإضافة ألي عوامل أخرى ساهمت في تشكيل هذا التفاعل الغريب بين الساحرة المستديرة وبين عشاقها من أهل الإسماعيلية حتى انه بات من الصعب الفصل بينهم عند الحديث عن أحدهم ..
| |
|