إن العلاقة بين المسرح والإلقاء علاقة وطيدة جداً ، ففن التمثيل هو فن الكلمة المعبرة والتمثيل عامة هو إظهار ما وراء الكلمات من معاني.
والإلقاء هو الكلام المعبر الفصيح المفهوم معناه ومدلوله المفعم بالأحاسيس الدافئة والصادقة والذي يتماشى مع قواعد اللغة من حيث مخارج الحروف وقواعد وأحكام وشروط الوقف والتنفس بقصد الإفهام والتأثير والإقناع.
والركائز الثلاثة لفن الإلقاء هي : البلاغة الصوتية ، البلاغة الفكرية ، والموهبة ، واختفاء أحد هذه العناصر في الإلقاء المسرحي يشكل ضعفاًً وقد يؤدي على فقدان التواصل بين المتفرج والعرض.
طبقات الصوت الرئيسية خمسة :
1 - الباس: وهو النوع الذي تحدثه أغلظ الأعصاب الصوتية ويسمى (القرار) ويعني بذلك العمق ، لأن منطقته (الصدر) وقدرته كاملة على الدرجات السفلى من السلم الموسيقي.
2 - الباريتون : يشترك مع الباس في منطقة (الصدر) ويمتاز في القدرة على الأصوات العليا من السلم.
3 - التيلور : أوسط الأصوات وأقدرها على التنغيم والتكوين وهو خفيف له رنين مؤثر وحركته سريعة وفيه إلى جانب ذلك جلال وقوة ومنطقته (الحنجرة).
4 - الألتو : أرق أصوات الرجال وأضخم أصوات النساء ، واضح ، لين ، قوى ومنطقته (الحنجرة).
5 - السوبرانو : أرق أصوات السيدات وأعلاه وهو سريع مرن حاد جدا قادر على الدرجات العليا من السلم ومنطقته (الرأس) .
وبالتدريب على تنوع الأصوات ما بين أرق نغمة في الكلام يمكن سماعها بسهولة وبين أشد نغمة وأجهرها يمكن التأثير الكامل في المستمع أو المشاهد وجذب انتباهه
العناصر الفنية للإلقاء :
1 - التأكيد : ونعني به شدة نطق كلمة أو حرف في كلمة كما يمكن ذلك بتغيير طبقة الصوت أو الزمن أو الطابع .
ويمكن أن يكون التأكيد بالعكس أي ان تكون الجملة مشددة وكلمة واحدة خالية من التشديد .
2- التقطيع :
وهو انقطاع مؤقت تحتمه ضرورة الكلام لإبراز المعنى وتأكيده وسهولة إبلاغه إلى المتفرج .
ويراعى في التقطيع :
§ السيطرة على النفس وتعليقه إلى ما بعد نهاية العبارة لتحقيق الإبلاغ والوضوح والليونة والقوة في العبارة .
§ الربط بين مقاطع العبارة وكلماتها لتتناسب مع التنفس بسهولة .
§ إعطاء كل صوت حقه من النبر ومن الصفة الخاصة بالنسبة إلى غيره فهذا يساعد على تحقيق الايقاع والترابط في المقطوعة كلها.
§ تغيير السرعة في غضون العبارة الواحدة وبين كل عبارة وأخرى .
والتقطيع أنواع :
أ ) الوقف المعلق : ويحتمه المعنى أو الوزن في الشعر ولا يجوز التقاط النفس خلال الوقف المعلق فهو بمثابة وقف غير تام مؤقت.
ب) وقف الإيضاح : وتمنحه ضرورة النحو في العبارة وطريقة بنهائها لتوضيح تركيب المعنى.
ج ) وقف التأكيد : ويقع قبل الكلمة أو بعدها لإبرازها عن غيرها .
د ) الوقف الدرامي : وهو أشبه بوقف التأكيد وإن كانت طبيعته أكثر قوة وتأثيراً .
هـ) الوقف العاطفي : ويأتي في حالة تأجج في العواطف.
و ) الوقوف البلاغي : أشبه بوقف التأكيد إلا أنه يستخدم في الخطابة .
ز ) وقف الاعتراض : ويأتي قبل الجملة الاعتراضية .
ح ) الوقف التام : ويقع في نهاية الجملة بعد أن يتم المعنى. إن التقطيع الجيد للممثل أثناء الكلام يعطيه فرصة للتنفس وتصوير أو تجسيد المعنى المقبل والتمهيد له والخروج عن الروى الواحد ، واستثارة السامع وتشويقه ودفع اللبس والإبهام .