تعتبر الإضاءة عنصراً مكملا لفنيات العرض المسرحي، ويغتني العرض بوجودها الفاعل، ويؤثر على نجاح المشهد، ويضفي جاذبية خاصة على الصورة المسرحية التي يراها المتفرج.
نبذة عن الألوان:
1- الألوان الأساسية: هي الأحمر والأصفر والأزرق.
وينتج عنها الألوان الثانوية وهي:
البرتقالي( أحمر + أصفر)
أخضر(أزرق+أصفر)
بنفسجي(أحمر + أزرق)
وينتج عن مزج الألوان الثانوية: بني (برتقالي+أخضر)
زيتي(بنفسجي+برتقالي)
2- الألوان الأحمر والبرتقالي، تعتبر من الألوان الحارة لأنها مستمدة من الدم والنار وتصلح لمشاهد القتل والثورة والجنون والحب، أما الألوان الحارة القاتمة فتوحي إضافة إلى ذلك بالجدية والأهمية والرصانة، أما الأزرق والأخضر فهي من الألوان الباردة لأنها مستمدة من هدوء وسكون النبات والسماء، وتوحي الألوان الباردة القاتمة بالتهديد والتشاؤم والخطر، أما الألوان الفاتحة والزاهية الباردة فتوحي بالسطحية وعدم الجدية.
3- ولابد أن تستخدم الألوان ودرجاتها المتوافقة مع بعضها وغير المتنافرة .
الوظائف الفنية للإضاءة:
الإضاءة لغة بصرية تهدف إلى خلق جو معين يعيش فيه الممثلون والمتفرجون حالة مسرحية ذات معنى، وذلك يتأتى من خلال تحقيقها لوظائفها العديدة والحيوية والتي نجملها في النقاط التالية:
1- الرؤية: وهي أبسط وظيفة للإضاءة ، وهي إضفاء الرؤية الواضحة والكافية للمتفرج، وتشمل إبراز أجساد الممثلين وتعبيرات وجوههم وفاعليتهم الحركية.
2- التأكيد والتركيز: لأن العالم الفني على الخشبة عالم مصنوع يتحكم المخرج بكل جزئياته ، فقد ينتقي تفصيلاً صغيراً على الخشبة أو جزءاً محدوداً منها لتدور فيه الأحداث ، ويلغي باقي الأجزاء في أحد المشاهد، أو قد يقسم الخشبة إلى قسمين أو ثلاثة أو أكثر وكل قسم يعبر عن منظر أو مكان محدد للأحداث ويتم إلغاء المنظر الذي لا تدور الأحداث حوله الآن، وذلك يتم عبر تعتيم الإضاءة ويؤكد المخرج عبر الإضاءة على وجه ممثل أو أحد أعضاءه أو على أكسسوار أو قطعة ديكورية بتسليط ضوءاً أكبر فوقه ويترك باقي الأجزاء في الظل وهكذا..
3- التكوين الفني: فللاضاءة جماليات لا تحصى من خلال استخدامها للون وتمازجه والشكل الهندسي للبقعة الضوئية وتفاعلها مع شكل آخر، والتقنيات الحديثة التي تغلبت على إمكانات المسرح المحدودة، فمن الممكن الآن إيجاد المطر والسحاب والحريق وغيرها من خلال الإضاءة، كما أنها تقوم بهذه المهمة من خلال التأكيد على جماليات أخرى كالحركة والتكوينات البصرية الأخرى.
4- خلق الجو الدرامي: الإضاءة أول ما يشاهد على خشبة المسرح وهي أول عنصر يعطي إيحاء ما للمتفرج فمن الممكن التعبير عن القلق، الخوف، الاضطراب أو الفرح والسعادة، أوالحزن والأسى ، وذلك من خلال اللون ودرجة الإنارة وتوزيع البقع على الخشبة وهي بهذا تساعد باقي العناصر وتكمل دورها في الجو الدرامي مع الممثل والمؤثرات…الخ
5- الإيهام بالطبيعة: الإضاءة تقرب الواقع قدر الإمكان للمتفرج، فقد تظهر الشمس أو القمر أو الفضاء إذا دعت الضرورة.
6- الدلالة على الزمان والمكان: وهي تعبر بوضوح عن زمن الأحداث (ليل،نهار،فصل الشتاء..) والمكان(قصر، ملعب..)
التحكم في الضوء
يتم التحكم بالضوء عبر مجموعة من التقنيات مما تحقق إثارة للعرض وذلك كالتالي:
1- الكمية: يتم التحكم بكمية الضوء عبرالمقاومات التي تعترض التيار الكهربائي من خافت إلى أشد حسب ما هو مطلوب وتسمى هذه المقاومات ب (دمر) أو بمفتاح السيطرة ووسيلة أخرى للتحكم بكمية الضوء هي المرشحات وهي عبارة عن لوح محدود المساحة مصنوع من مادة ملونة شفافة مثل الجيلاتين أو الزجاج ويثبت فوق المصباح الكهربائي أو الكشاف يتحول من خلاله الضوء العادي (الأبيض) الساطع إلى ضوء ملون. ومن الممكن عبرها تخفيف حدة اللون المطلوب.
2- اللون: وهو يلعب دوراً حيوياً في إضفاء الحالة النفسية على جو العرض أو تشكيل جماليات محددة أو تغيير في شدة الضوء.وقد جرى العرف المسرحي على استخدام الألوان الزاهية اللامعة( الحارة) في المسرحيات الكوميدية واستخدام الألوان القاتمة(الباردة) في المسرحيات التراجيدية أو الجادة.
3- التوزيع: وذلك بضبط الضوء الخارج من المصدر عبر مظلات تركب على فوهة الكشاف حيث تتحدد مساحة البقعة الضوئية على الخشبة وشكلها الهندسي ويمكن توزيع الظل والنور، الاظلام والإنارة على مساحات الخشبة حسب الأهمية التي يوليها المخرج لهذه المنطقة أو تلك.
الإضاءة الخارجية من مصدر ضوئي تصنف في المسرح إلى ثلاثة أنواع:
أ- الإضاءة العامة: وهي التي تغطي كامل المشهد بكامل موجوداته دون التركيز على مساحة أو غرض دون آخر.
ب- الإضاءة الخاصة: وهي التي تنتشر فوق تفصيل صغير في عالم الخشبة كممثل أو أحد أعضاءه أو اكسسوار.
ت- إضاءة الديكور: هي التي تصمم للخلفيات أو القطع الديكورية الكبيرة التي قد تظل طيلة المشهد أو تظهر وتنسحب خلاله.
والإضاءة العامة توضح وجوه الممثلين وبالتالي شخصياتهم ولا تظهر ظلال مما يعني أن الجو اعتيادي بينما الإضاءة الخاصة تخلق ظلال على الوجوه فتنشئ جواً درامياً يتدخل فيه المخرج بوضوح.
وتعرف أنواع محددة من الكشافات أو مصادر الإضاءة وتستخدم عادة في كل المسارح وهي:
1- الكشاف الشمسي: وهو عبارة عن صندوق معدني صغير ، به مصباح أو جملة مصابيح والفتحة الأمامية مغطاة بمسطح زجاجي حوله حواف معدنية يمكن أن تثبت فيه شرائح ملونة، وهو يخرج إضاءة إنتشارية قوية تغمر الخشبة وهو بالطبع دون عدسات لذلك من الصعب التحكم بالضوء من خلاله ويستخدم في الإضاءة العامة.
2- الكشاف الصغير: يلقي بقعة ضوئية محدودة من مسافة قصيرة ، بقصد طرح إضاءة قوية مركزة على وجه ممثل- على سبيل المثال- أو على موقع محدد من مساحات اللعب أو على الخلفيات أو على اكسسوار ويستخدم في الإضاءة الخاصة.
3- الكشاف المركز: وهو ذو عدسات محدبة يضيء المواقع الأمامية بشدة أو أماكن متفرقة ، يوضع عليه شبكة لحماية الممثل والمشاهد إن حدث أي شيء مفاجئ ككسر العدسة أو انفجار المصباح، والبقعة الخارجة منه يسهل التحكم بحجمها وشدتها وموقعها على الخشبة.
4- كشاف متوسط العدسات: وهو يخرج إضاءة هادئة ومحددة ويضيء مواقع التمثيل المتوسط المساحة.
5- الكشاف المتتبع: وضوءه في غاية الشدة يمكن إرساله عن بعد 5م ويعطينا حزمة ضوئية يمكن التحكم بسعتها.
6- الأمشاط: وهي صف أفقي من الإضاءة المجهزة بالألوان الأساسية في كل صندوق. يمكن غسل الخشبة بلون محدد عام دون ترك ظلال أو تركيزات هامشية، كما يمكن استخدامها في إضاءة الخلفية إما بلون واحد أو عدة ألوان.
7- أجهزة المؤثرات: وهي نوع خاص من الكشافات تسقط على الستارة الخلفية(السايكوراما) أو على أي مساحة أخرى تعطينا تأثير المطر ، السحاب، الماء، أشجار، إظهار بقع لونية مختلفة هنا وهناك …الخ
