عبد العليم غزي
عدد المساهمات : 2501 نقاط : 5271 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 22/06/2009 الموقع : bnatelzarka.yoo7.com
| موضوع: هل للحج دعاء معين ؟!! 25/10/2009, 10:18 pm | |
| [size=12]يشاهد أكثر الحجاج وهم يرددون أدعية ملقنة أو يقرءونها من كتب وكراسات فى أيديهم.. وإن كان هؤلاء يوفون بمقضيات الفقه الشرعية لأداء الحج إلا أن هذا النوع من تكرار الأدعية لا يفي بمتطلبات الذكر والدعاء المطلوبين في الحج فيجب أن تمر على الإنسان خلال الحج لمحات من الكيفيات الربانية التي وقعت على إبراهيم عليه السلام وعائلته، فعندما يسعى الحاج ينبغي أن تفيض من لسانه أدعية كأن يقول: يا رب اجعل لي سعيا فاتحا لعيون الخير التي ترويني إلى الآخرة مثلما جعلت سعي هاجر عينا أبديا للبركة. وقد كتب الشيخ سيد سابق أنه يستحب للحاج: أن يكثر من الذكر والدعاء ويتخير منهما ما ينشرح له صدره دون أن يتقيد بشيء أو يردد ما يقوله المطوفون. فليس في ذلك ذكر محدود ألزمنا الشارع به. وما يقوله الناس من أذكار وأدعية في الشوط الأول والثانى وهكذا فليس له أصل، ولم يحفظ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيء من ذلك، فللطائف أن يدعو لنفسه ولإخوانه بما شاء من خير الدنيا والآخرة ومسائل الحج المذكورة في القرآن والسنة قليلة لدرجة أنه يمكن إحصاؤها في بضع صفحات. ولكن الفقهاء وضعوا للحج مسائل لا حصر لها مما لا يمكن لشخص عادي أن يحيط بها، تماما كما فعلوا بالنسبة إلى العبادات الأخرى. والدليل الذي يقدم تأييدا لهذه الإضافات هو أنها لتسهيل الأمر على الحجاج، ولكن لا وزن لهذا الاستدلال.. فالحقيقة أنه لا يمكن لأحد أن يصلي صلاته أو يحج حجه بمجرد قراءة الأحكام الفقهية. فلا يمكن القيام بهذا العمل إلا برؤيته، ولذلك لم يفصل رسول الله أحكام الصلاة بل قال: صلوا كما رأيتموني أصلي وهكذا قال للناس خلال حجة الوداع: خذوا عني مناسككم وهذه هي الطريقة الأصلية، فقد أدى الصحابة صلواتهم تقليدا لصلاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وقلد التابعون الصحابة وقلد تابعو التابعين التابعين ويستمر هذا العمل إلى هذا اليوم. أما لو كان عند الناس مسائل فقهية مكتوبة مفصلة فقط فما كان بوسعهم أن يؤدوا الصلاة الصحيحة في يوم من الأيام. ويعتبر الإمام أبو حنيفة أكبر الخبراء في هذا المجال ولكن (وكيع) يقول : قال لي أبوحنيفة أخطأت في خمسة أبواب من المناسك فعلمنيها حجام (ذكره المحب الطبري بالتفصيل). ونحو 95 في المائة من حجاج هذا الزمان من كبار السن وكثيرون منهم من الطاعنين في السن لدرجة أنه يصعب عليهم أداء المناسك. ومن الأفضل لمثل هؤلاء أن يرسلوا من يحج بدلا عنهم. وحج البدل الذي راج في هذه الأيام عن الموتى هو في الحقيقة لمثل هؤلاء الناس. وقد جاء في الحديث عن الفضل بن عباس أن امرأة خثعمية قالت: يا رسول الله، إن فريضة الله على عباده في الحج، أدركت أبي شيخا لا يستطيع أن يثبت على الراحلة، أفأحج عنه؟ قال: نعم وذلك في حجة الوداع . والصورة الأخرى لحج البدل هو أن يموت شخص وقد أوصى بأداء الحج عنه، وهذه الصورة الأخرى استنباطية. وقد قال الإمام مالك: إنما الحج عنه إذا أوصى، أما إذا لم يوص فلا يحج عنه لأن الحج عبادة غلب فيه جانب البدنية فلا يقبل النيابة . والحج فرض على كل مستطيع مرة واحدة في حياته. وقد جاء في الحديث الشريف: الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة وقد ورد عن عمرو بن العاص : لما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: أشترط ؟ قال تشترط ماذا؟ قلت: أن يغفر لي. قال: أما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله، وأن الهجرة تهدم ما قبلها، وأن الحج يهدم ما قبله [/size] | |
|