رضا الناس غايه لا تدرك :
00نعم ارضاء البشر ليس فى الامكان, ذلك ان علمهم قاصر, وعقولهم محدودة, يعتورهم الهوى والنقص, ويتفاوتون فيما بينهم تفاوتا بينا فى الادراك والفهم, فكيف نرضيهم؟
يذكرنى هذا بما يتناقله العوام من قصص ترمى الى هذا المعنى, فمن ذلك الرجل الذى ركب حماره تاركا ابنه يمشى من خلفه, فلامه اول من لاقاه متهما اياه بخلو قلبه من الشفقة على ابنه, فلما اركب ابنه ونزل يمشى, اتهم رجل اخر الابن بعقوق والده وعدم بره به اذ يركب والاب يمشى , فلما ركبا الحمار سويا, تالم اخرون لحال الحمار المسكين الذى حمل فوق طاقته, فنزلا يمشيان, وتركا الحمار يسير وحده فمر اخر فرماهما بالجنون اذ نزلا عن الحمار وتركاه خاليا, وصدق الله العظيم اذ يقول: (ولو اتبع الحق اهواءهم لفسدت السموات والارض ومن فيهن) وحين يقول: (وان تطع اكثر من فى الارض يضلوك عن سبيل الله).
وصدق الشاعر اذ يقول:
ولست بناج من مقالة طاعن ولو كنت فى غار على جبل وعر
ومن ذا الذى ينجو من الناس سالما ولو غاب عنهم بين خافيتى نسر
اما ارضاء رب الناس فهو الممكن وهو الواجب, اذ سبيله واحد ودينه واحد, ( وان هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)
ومن حاول ان يرضى الناس باغضاب الله فان الله يغضب عليه ويغضب عليه الناس. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
\' من ارضى الناس بسخط الله وكله الله الى الناس\'
وبالتالى من ارضى الله بسخط الناس رضى الله عنه وارضى عنه الناس, ولا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق. والله المستعان