الدول المتقدمةوتفعيل الاستراتيجية الحقيقية للنجاح

لقد قدمت الدول والمجتمعات المتقدمة الكثير لكي تحتل تلك المكانة على مستوى العالم، وما قدمته تلك الشعوب لم يكن في إطار نظريات أو أشياء معلقة بين العقل والخيال, إنما وضعت الأسس المتينة على المستوى التنفيذي فرسمت الخطوة تلو الخطوة حتى تحصد ثمار ما تعمل إليه وما تهدف له. ولعل من أهم ما قامت عليه هو احترام الفكر واحترام المنطق الفردي لكل إنسان حتى وإن كان ذلك المنطق يدور في خانة الخطأ أحيانا، فهناك قناعات أن لغة التوجيه القسري قد انتهى عصرها وأن لغة الحوار والتخاطب بصوت مرتفع وحجج واقعية وموضوعية هي الاستراتيجية الحقيقية لمفهوم النجاح. والآن ربما بدأ العالم العربي يتحرك إلى حد ما نحو بعض تلك الأهداف, ولعل المملكة العربية السعودية باستخدام لغة الحوار الإيجابي استطاعت أن تحقق نجاحات هائلة في كثير من المجالات، فبنت تقدما ملحوظا يراه ويشهده الجميع. وفي النهاية فإننا لو أردنا فعلا لأنفسنا أن نحقق التقدم أو نسعى إلى العمل الدءوب من أجله فإننا في حاجة كبرى قبل كل شيء إلى تفعيل الجانب التنفيذي باستمرار بكل قوة وثبات في كل القنوات التي تمثل مجالات مفتوحة لخدمة مجتمعنا بالدرجة الأولى في مقابل تقليص القنوات النظرية، ولعل الجانب الأكاديمي من الجوانب المهمة التي ينبغي التطرق لها ومعالجتها، فمثلا نجد أن هناك مجهودا هائلا يبذل في رسائل الماجستير والدكتوراه على مستوى قطاع التعليم العالي وهناك ميزانيات ترصد لعمل تلك الأبحاث نظريا وإحصائيا وتجريبيا. وبعد كل ذلك المجهود لا نجد أن هناك أي تفعيل لنتائج الدراسات على مستوى المجتمع من أجل خدمته أو تقديم ما يسد ثغرات العجز أو الخطأ فيه، الأمر الذي لا فائدة منه، على الرغم من تكلفته العالية والميزانية التي يستنفدها في إنجازه.

» 30وصيه من ذهب للنجاح في الحياه
» باحثة ترصد سمات الاستراتيجية الروسية تجاه العرب
» الخطة الاستراتيجية القومية لإصلاح التعليم قبل الجامعي فى مصر7/2008 – 11/2012