متحف العلمين في مصر يحكي قصص الحرب العالمية الثانية
يحتل متحف «العلمين» موقعاً مهماً ضمن لائحة المزارات السياحية المصرية في الوقت الراهن رغم أنه من أقدم المواقع وأعتقها، حيث يجسد المعارك الحربية التي كانت بين قوات الحلفاء وقوات المحور في منطقة شمال إفريقيا على أرض مصر أثناء الحرب العالمية الثانية، والتي قال فيها ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني: «إننا لم نشهد نصراً قبلها، ولا هزيمة بعدها»، ولقد تم إقحام مصر في هذه المعارك نظراً لوجود معاهدة موقعة آنذاك مع الملك فاروق والمملكة المتحدة.
وتذكر الوثائق الخاصة بالمتحف أنه تم إنشاؤه في 16 ديسمبر 1965 بأمر من الرئيس جمال عبدالناصر، وتم تطويره بالتنسيق مع الدول التي اشتركت في الحرب؛ حيث إن توافر المصور العسكري في هذه الفترة أوجد الكثير من الصور على أوضاع المشاركين فيها سواء في الانتصار أم الهزيمة، بجانب أن الكثير من الذين ورثوا أغراضاً من أقارب لهم شاركوا في هذه المعارك قاموا بالتبرع بها للمتحف من أجل التاريخ، كما تم إنشاء «قاعة مصر»، وذلك في عهد الرئيس الحالي لمصر محمد حسني مبارك ليتم افتتاحه مرة أخرى في 21 أكتوبر 1992 في الذكرى الخمسين لمعركة العلمين.
ويقع المتحف على بعد 106كم من مدينة الإسكندرية، شمال مصر بالقرب من مقبرة الكومنولث والمقبرة الإيطالية والألمانية ومقابر وادي الحلفاوي، ويزوره الآلاف من السياح سنوياً، خصوصاً من الذين كان لهم أقارب في هذه المعارك، أو الذين شاركوا في هذه المعارك بنفسهم، والذين مازال الكثير منهم على قيد الحياة، وقيمة تذكرة الدخول جنيهان، ويمكن اقتناء «c.d» يباع بالمتحف ثمنه 30 جنيهاً يقوم بعرض حي للمتحف.
ويتكون المتحف من 5 قاعات وبهو رئيس به نصب تذكاري عبارة عن 6 سلالم، وحمام وأغصان زيتون، والسلالم تعبر عن عدد الدول التي شاركت في هذه المعارك، والحمام والزيتون رمز السلام، ثم بعد عبور ذلك ترى القاعة المشتركة التي تضم معروضات لجميع الدول التي اشتركت في الحرب بجانب خريطتين كبيرتين إحداهما بانورامية مجسمة بها مصابيح إضاءة، وتعمل مع عرض صوتي يشرح تطورات الحرب في شمال إفريقيا من الجزائر لمصر؛ مع وجود نماذج لعساكر صغيرة على هذه الخريطة، والخريطة الأخرى هي خريطة توضح التعداد لدى أطراف المعركة مع وضع علامات على الخسائر التي حدثت أثناء تسلسل المعارك.
والقاعة الثانية بالمتحف تعرض القوات الإيطالية وتوضح عدتها وما تعرضت له عندما قرر روميل قائد قوات المحور التخلي عنهم أثناء الانسحاب حتى لا يكونوا عبئاً عليه، وفي الوقت نفسه يعوقون تقدم قوات الحلفاء بقيادة مونتجمري الذي فطن لهذه الحركة فلم يلتفت إليهم وواصل الطريق وراء روميل.
ويروي مدير المتحف عقيد حمادة فؤاد أنه رأى الكثير من الذين شاركوا في هذه المعارك الذين مازالوا على قيد الحياة، الذين يأتون لزيارة المتحف، ومنهم الإيطاليون الذين عندما يأتون إلى هذا الجناح يبكون لتذكرهم لما رأوه من موت رفقاء السلاح أمام أعينهم من الجوع والعطش.
«قاعة مصر» هي عنوان القاعة الثالثة التي تجد فيها وثائق وتقارير هذه المعارك التي كانت تقدم للملك فاروق، كما تجد صوراً لوزراء الدفاع في هذه الفترة، وأنواع الأسلحة المستخدمة، والزي العسكري، وصورة للملك فاروق أثناء تسلمه لأحد هذه التقارير.
أما القاعة الرابعة فتعرض للقوات الألمانية وستجد فيها الكثير من الصور ونماذج لجيش الرايخ وروميل، والتطور في نظم الاتصالات اللاسلكية لديهم حتى يظلوا في تواصل مع هتلر، بجانب أنك ستجد تماثيل ترتدي الزي التونسي والليبي، والذين تم تجنيدهم في الجيش الألماني والإيطالي وقتها.
وتعرض القاعة الخامسة صوراً للقوات البريطانية التي شاركت في الحرب، ومن النماذج التي تدهشك هو أنك ستجد تمثال شمع لضابط بريطاني كان يتنكر في زي بدو ليقوم بمهام وظائفه في المخابرات الحربية، بجانب أنك ستجد التطور الحادث في الأسلحة من موتسيكل حربي عداده 100 كيلومتر في الساعة.
وأخيراً تجد نفسك منبهراً أمام العرض المكشوف، حيث تجد أسلحة ثقيلة لا تختلف عما نجدها في عصورنا الحالية بجانب الحطام الأمامي لإحدى طائرات هذه الحقبة وأسلحة دفاع جوي ودبابات ومدافع.
معارك «العلمين»
- من 9 إلى 18 سبتمبر 1941 تقدمت القوات الإيطالية حتى سيدي براني، ومن 31 مارس حتى 13 إبريل كان أول هجوم مضاد للقوات الإيطالية والألمانية، وتدخل الجانب الألماني بالرد الجوي والأرضي، ما أربك القوات البريطانية، وقلب الموازين لحساب روميل.
- من 18 نوفمبر من العام نفسه وحتى 17 يناير من 1942 بدأ الهجوم الثاني البريطاني، ما جعل الألمان يتراجعون حتى عين غزالة والعجيلة، لذا قامت ألمانيا وإيطاليا بهجوم مضاد من 21 يناير وحتى 30 يونيو، وأخذت الحرب في إطار شد وجذب بين الطرفين حتى اتخذ روميل قرار الانسحاب في 29 أكتوبر بعد تأخر الإمدادات من هتلر نتيجة لدخوله في معارك «ستيلنغراد»، ولم يكن مع روميل سوى 20 دبابة، في مقابل 500 دبابة يمتلكها الجيش البريطاني المواجه له، وانسحبت القوات الألمانية في المواجهة حتى وصلت إلى تونس، وذلك رغم التخلي عن القوات الإيطالية في الطريق، والتي لم يلتفت إليها مونتجمري، لأنه عرف خدعة التعطيل التي قام بها روميل.