منتديات مدرسة الزرقا الإعدادية بنات
منتدى مدرسة الزرقا الإعدادية بنات بإدارة الزرقا التعليمية
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة
لماذا أنا هنا؟؟؟ 23g




منتديات مدرسة الزرقا الإعدادية بنات
منتدى مدرسة الزرقا الإعدادية بنات بإدارة الزرقا التعليمية
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة
لماذا أنا هنا؟؟؟ 23g




منتديات مدرسة الزرقا الإعدادية بنات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى يخدم الطالبات والمجتمع المحلى
 
الرئيسيةرؤية المدرسة ورأحدث الصورالتسجيلدخول
مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
» خطة التطوير وضمان الجودة فى مجال المتعلم خلال العام الدراسى 2014 /2015
لماذا أنا هنا؟؟؟ Empty8/12/2014, 7:18 am من طرف مصطفى يونس

» خطة التطوير وضمان الجودة فى مجال توكيد الجودة والمسالة خلال العام الدراسى 2014 /2015
لماذا أنا هنا؟؟؟ Empty8/12/2014, 7:15 am من طرف مصطفى يونس

» خطة التطوير وضمان الجودة فى مجال المشاركة المجتمعية خلال العام الدراسى 2014 /2015
لماذا أنا هنا؟؟؟ Empty8/12/2014, 7:12 am من طرف مصطفى يونس

» خطة التطوير وضمان الجودة فى مجال الموارد البشرية والماديو خلال العام الدراسى 2014 /2015
لماذا أنا هنا؟؟؟ Empty8/12/2014, 7:08 am من طرف مصطفى يونس

» نظرة شاملة لفاعلية المؤسسة للعام الدراسى 2014/2015
لماذا أنا هنا؟؟؟ Empty8/12/2014, 7:04 am من طرف مصطفى يونس

» السياق المؤسسى خلال العام الدراسى 2014/2015
لماذا أنا هنا؟؟؟ Empty8/12/2014, 7:00 am من طرف مصطفى يونس

» نقاط القوة والضعف فى مجال الفاعلية التعليمية
لماذا أنا هنا؟؟؟ Empty8/12/2014, 6:42 am من طرف مصطفى يونس

» نتائج التقييم الذاتى فى مجال المناخ خلال العام الدراسى 2014/2015
لماذا أنا هنا؟؟؟ Empty8/12/2014, 6:36 am من طرف مصطفى يونس

» نتائج التقييم الذاتى فى مجال المنهج خلال العام الدراسى 2014/2015
لماذا أنا هنا؟؟؟ Empty8/12/2014, 6:29 am من طرف مصطفى يونس

» نتائج التقييم الذاتى فى مجال المعلم خلال العام الدراسى 2014/2015
لماذا أنا هنا؟؟؟ Empty7/12/2014, 11:18 pm من طرف مصطفى يونس

» نتائج التقييم الذاتى فى مجال االمتعلم خلال العام الدراسى 2014/2015
لماذا أنا هنا؟؟؟ Empty7/12/2014, 2:32 pm من طرف مصطفى يونس

» مقترحات لخطط ضمان الجودة للعام الدرسى 2014/2015
لماذا أنا هنا؟؟؟ Empty7/12/2014, 2:27 pm من طرف مصطفى يونس

» نقاط القوة والضعف فى مجال القدرة المؤسسية
لماذا أنا هنا؟؟؟ Empty7/12/2014, 7:24 am من طرف مصطفى يونس

» نتائج التقييم الذاتى فى مجال ضمان الجودة والمسالة خلال العام الدراسى 2014/2015
لماذا أنا هنا؟؟؟ Empty7/12/2014, 7:15 am من طرف مصطفى يونس

» نتائج التقييم الذاتى فى مجال المشاركة المجتمعية خلال العام الدراسى 2014/2015
لماذا أنا هنا؟؟؟ Empty7/12/2014, 7:11 am من طرف مصطفى يونس

» نتائج التقييم الذاتى فى مجال الموارد البشرية والمادية خلال العام الدراسى 2014/2015
لماذا أنا هنا؟؟؟ Empty7/12/2014, 7:06 am من طرف مصطفى يونس

» نتائج التقييم الذاتى فى مجال القيادة والحوكمة خلال العام الدراسى 2014/2015
لماذا أنا هنا؟؟؟ Empty7/12/2014, 7:02 am من طرف مصطفى يونس

» نتائج التقييم الذاتى فى مجال الرؤية الرسالة خلال العام الدراسى 2014/2015
لماذا أنا هنا؟؟؟ Empty7/12/2014, 6:58 am من طرف مصطفى يونس

» أدوات جمع البيانات خلال العام الدراسى 2015/2014
لماذا أنا هنا؟؟؟ Empty7/12/2014, 6:55 am من طرف مصطفى يونس

» خطة دراسة التقييم الذاتى للعام الدراسى 2014/2015
لماذا أنا هنا؟؟؟ Empty7/12/2014, 6:48 am من طرف مصطفى يونس

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مكتبة الصور
لماذا أنا هنا؟؟؟ Empty
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
عبد العليم غزي
لماذا أنا هنا؟؟؟ Vote_rcapلماذا أنا هنا؟؟؟ Voting_barلماذا أنا هنا؟؟؟ Vote_lcap 
مصطفى يونس
لماذا أنا هنا؟؟؟ Vote_rcapلماذا أنا هنا؟؟؟ Voting_barلماذا أنا هنا؟؟؟ Vote_lcap 
د/آلاء ناصف
لماذا أنا هنا؟؟؟ Vote_rcapلماذا أنا هنا؟؟؟ Voting_barلماذا أنا هنا؟؟؟ Vote_lcap 
لولا
لماذا أنا هنا؟؟؟ Vote_rcapلماذا أنا هنا؟؟؟ Voting_barلماذا أنا هنا؟؟؟ Vote_lcap 
رانيا غزى
لماذا أنا هنا؟؟؟ Vote_rcapلماذا أنا هنا؟؟؟ Voting_barلماذا أنا هنا؟؟؟ Vote_lcap 
فوزي الحديدي
لماذا أنا هنا؟؟؟ Vote_rcapلماذا أنا هنا؟؟؟ Voting_barلماذا أنا هنا؟؟؟ Vote_lcap 
لوليتا غزى
لماذا أنا هنا؟؟؟ Vote_rcapلماذا أنا هنا؟؟؟ Voting_barلماذا أنا هنا؟؟؟ Vote_lcap 
dina ghaly
لماذا أنا هنا؟؟؟ Vote_rcapلماذا أنا هنا؟؟؟ Voting_barلماذا أنا هنا؟؟؟ Vote_lcap 
menna elmghraby
لماذا أنا هنا؟؟؟ Vote_rcapلماذا أنا هنا؟؟؟ Voting_barلماذا أنا هنا؟؟؟ Vote_lcap 
محمد مصطفى
لماذا أنا هنا؟؟؟ Vote_rcapلماذا أنا هنا؟؟؟ Voting_barلماذا أنا هنا؟؟؟ Vote_lcap 
الساعة والتاريخ
عدد زوار المنتدى

.: عدد زوار المنتدى :.

رؤية المدرسة

رؤيتنا إعداد طالبات متفوقات علميا يتسمن بالانتماء والوعى الدينى والصحى ومواكبة التطور فى ظل المشاركة المجتمعية

رسالة المدرسة

رسالة المدرسة : تسعى مدرستنا إلى :- التسلح بالعلم والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة – تنمية روح التنافس للوصول إلى التميز – تأصيل روح المواطنة والانتماء – غرس الوازع الدينى والأخلاقى – توعية الطالبات صحيا وبدنيا – تنمية مهارات العمل الجماعى واتخاذ القرار - ربط المدرسة بالبيئة المحيطة والمجتمع

راديو القرآن الكريم
ميثاق شرف الطالبات

ميثاق شرف الطالبات : - أحرص أن أكون طالبة بمدرسه الزرقا الإعدادية بنات على نيل حقى فى تلقى تعليم جيد متميز ورعاية متكاملة وان أتمتع بممارسه الأنشطة المدرسية وذلك مقابل أداء ما على من واجبات تجاه مدرستى وان أحترم نظم المدرسة وقواعد السلوك القويم والتمسك بالأخلاق والقيم النبيلة ونتعهد نحن طالبات مدرسه الزرقا الإعدادية بنات بالآتى: • الالتزام بالأخلاقيات والسلوكيات. • الالتزام بقوانين الإدارة المدرسية . • الالتزام بأداء الواجبات داخل الفصل المدرسى. • الحرص على الحضور فى الميعاد يوميا بانتظام للمدرسة. • متابعه المدرسين داخل الفصل فى كل ما يوصون أو يقومون به والحرص الدائم على التفوق. • الالتزام بدفع المصروفات الدراسية ومساعده الزميلات الغير قادرات. • الحرص على تحقيق المشاركة الفعالة والأداء المتميز. • الالتزام بآداب الحديث مع السادة المدرسين والإدارة المدرسية. • الاهتمام بإحضار الأدوات المدرسية وبخاصة الكتب المدرسية. • المشاركة فى جميع الأنشطة المدرسية والحرص على التفوق فيها. • المساهمة فى حضور المسابقات التى تعقد داخل أو خارج المدرسة. • الحرص التام على نظافة المدرسة والمحافظة على ما تم انجازه داخلها. • المشاركة فى مجموعات التقوية داخل المدرسة من اجل الارتفاع بالمستوى الدراسى. • الحرص على عقد الندوات فى التوعية المجتمعية والدينية والصحية . • الالتزام بالتقويم الذاتى من اجل النهوض بالمستوى وتحسينه.


 

 لماذا أنا هنا؟؟؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
د/آلاء ناصف
Admin
د/آلاء ناصف


عدد المساهمات : 1170
نقاط : 2886
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 18/06/2009
العمر : 30
الموقع : http://emamnasef.ahlamontada.net

لماذا أنا هنا؟؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: لماذا أنا هنا؟؟؟   لماذا أنا هنا؟؟؟ Empty14/7/2010, 2:19 am

غالباً ما أقف حائراً عند المقدمة. إذ لابد من مقدمات وخطب عند كل بداية، لأن كل مسؤولية تضع أعباءها منذ اللحظة الأولى، إذا عليك أولاً أن تعبئ الجماهير التي ستستمد منها قوتك في البداية ، كي تستمع بالضحك عليها وغشها عندما تكبر. أما أفضل الطرق المتبعة لدينا هنا فهي الاعتراف بالجميل، أو (عملية) الاعتراف بالجميل لصديق أرشدك لمواهبك أو صديقة فتحت عليك أبواب الحب الرومانسي المعذب الذي قادك لتجربة فاشلة، أو كاتب قرأته أو سمعته فاجتاحتك وأقضت مضجعك كلماته المنسلة كحية من تحت تبن، أو الهادرة كإعصار ثوري لإيديولوجيا مازالت تدغدغه في مكان ما فتمنعه من الجلوس.




وبما أني وجدت الاعتراف بالجميل أقصر وأبلغ منطق يهدي الجماهير إلى الضلال، ويهدي النفوس إلى العظمة، فإني أخشى ألا أفاجئكم وأقول أني مدين حقاً بالشكر لأشخاص ثلاثة: أولهم اخترعني، ومنحني صفات أحبها ولا أحبها، ودلني إلى الجزء الأكبر من روحي وسماني، والثاني خلصني من الكثير من الصفات التي لا أحبها والتي أعطانيها الأول. والثالث حرر لغتي، وعلمني الحديث بلغة تلج الباب مباشرة دون التوقف طويلاً عند قصص المفاتيح والأقفال حرصاً على غضاضة مفتاحي، وعلى عدم إقلاق راحة القفل الصدئ، وبالتالي الاستغناء عن زيت أو مازوت أو ما شابههما لحل الصدأ أي الابتعاد عن جمائل الدول النفطية وجمالها ..
أما بعد..
فقد دخلت ذلك المقهى الصغير مزهواً بريشي النابت في الجيب الخلفي لبنطالي الجينز ـ حيث الموضة لا تسمح لي بارتداء القميص ـ وكان ريشي من الموديل الأخير لشركة BIC العريقة في مجال الأقلام ذات النوع الجيد والرخيص . كالعادة وضعت حملي الثقيل على الطاولة وأشرت للنادل من بعيد ففهم مرادي. وهنا لا أجد مناصاً من الاعتراف أيضاً بالذاكرة العجيبة لهذا النادل العجيب إذا لم يمض أكثر من شهر على بدء ارتيادي لهذا المقهى الصغير الذي يجمع القهوة والبيرة وما بينهما، حتى حفظني وأصبحنا نتفاهم بلغة الإشارات، فإذا قاربت ما بين الإبهام والسبابة والوسطى على أن يكون الإبهام من الأسفل فذلك يعني بيرة وكان مباشرة يصنع فنجاني قهوة ثقيلة بدون سكر ـ لأننا معشر المثقفين نشربها هكذا ـ والجملة السابقة ليست من اختراعي بل مسروقة . أما إذا أريته ظاهر الكف والأصابع الخمسة، والإبهام من الأعلى ـ تستطيعون تحريك الوسطى قليلاً إذا أرتم ـ فذلك يعني بيرة أما في حينه فقط طلبت قهوة، واستللت قلمي من جيبي خوفاً من أن ينكسر أثناء الجلوس وانهمكت في جعل كل من ينظر إلى يظن أني منهمك في القراءة ونسخ بعض الجمل إلى الدفتر. في حين كان موضوع جلوسي يسمح لي بمراقبة جيدة لكل الحاضرين حتى أرى من منهم يعيرني انتباهه.
أما الهدف الحقيقي من ارتيادي ذلك المقهى الصغير فذلك أنه كان مشموساً بكبار المثقفين من كتاب وصحفيين وسينمائيين. وكانت خدعتي أول ما انطلت على النادل حيث أني كنت أدخل وأحاول جاهداً أن أبرز ما في يدي، وكان غالباً كتابا كبيراً، باسم أكبر لكاتب عملاق. وليس مهماً إن كنت مهتماً بالكتاب ـ وغالباً لم أكن ـ إنما الأهم هو من سيهتم بي بناءً عليه، أي من سيهتم بهذا الكاتب الشاب الصغير نسبياً والمهتم بقضايا إيديولوجية تسبب الكثير من الدغدغة في مكان ما..
وهنا أجدني مضطراً أيضاً لأخباركم أني وبعد شهر من الارتياد المستمر لهذا المكان بدأت أفقد صبري فحتى الآن لم يعر أحد الكتاب الكبار اهتمامه للكتب التي كنت أحضرها وأبرز أسمها فور دخولي بحركة غير مقصودة قدر الإمكان. علَّ هؤلاء الديناصورات ـ وهذا اللقب ليس من اختراعي أيضاً ـ يعيرني انتباهه ويدعوني لحديث ما، على طاولة ما، حتى لو كان على حسابي .

تغيرت أشياء كثيرة في تلك الليلة عندما اكتشفت أن ثمة من ينظر إلي. ومن؟ وهذا الأهم، كان الناظر امرأة..
لاحظت اعتياد المقهى على هذه السيدة بعد فترة قصيرة من تواجدي فيه لأول مرة، فهي معروفة من الجميع تقريباً، كما أن أي إنسان يستطيع أن يعي الأهمية التي تكمن خلف هذا المظهر، فالجاكيت الرمادي فوق قميص أبيض عريض الياقة، والتنورة الرمادية من لون الجاكيت والتي تستمر حتى أسفل الركبتين قليلاً، وتظهر الركبتين الكرويتين الرائعتين عند الجلوس تشع بأهمية من نوع خاص وكنت شبه متأكد أن الأهم من ذلك كله هو منطقة ما فوق الركبتين…
كانت سيدة على مشارف الأربعين من العمر ولكنها لا تزال تحتفظ بوجه جميل مدور ( لم تزده السنون إلا إشراقاً ) كما يقولون. وعينيان سوداوان كبيرتان تحت نظارتين صغيرتي الحجم مستيطلتي الشكل بإطار فضي، وشعر مجموع خلف الرأس، باختصار كانت هذه السيدة إحدى مثقفات القرن العشرين اللواتي سمعت عنهن كثيراً وتمنيت لقاءهن. وكنت سابقاً ألاحظ تغير قسماتها عندما تكون في حوار مع أحد المفكرين الكبار الذين غالباً ما يدعونها إلى الجلوس معهم، فقد كانت توحي بالطمأنينة والصعوبة الفكرية كثيرا،ً كما أن أياً كان يستطيع أن يدرك ببصيرته حجم الدغدغة الكامنة خلف تلك الهالة من الجدية المحيطة بها.
المهم أنني عرفت في تلك الليلة أنها تتأملني من بعيد، وشككت أنها ابتلعت رأس الخيط. فقمت بهدوء وغيرت مكاني على الطاولة نفسها محتجاً بالضوء، وفتحت الكتاب بطريقة تجعلني متأكداً أنها ستستطيع أن تقرأ عنوان الكتاب الكبير، واسم الكاتب العملاق، وبعد لحظات وعندما رفعت رأسي لأشعل سيجارة وآخذ رشفة من الفنجان الذي فرغ منذ مدة، هنا وكأني وبمحض الصدفة لا غير- والله - انتبهت إلى أنها كانت تنظر إلي. فما كان مني إلا أن أحييها بخفض رأسي وابتسامة صغيرة، وعندما ردت التحية بابتسامة أكبر لم يكن أمامي الوقت الكثير لأضيع فرصتي الأولى فنهضت بتثاقل وذهبت إليها
ـ مساء الخير.
قلتها بثقة كبيرة بالنفس ودعوتها إلى طاولتي للقهوة. لا أتذكر ما قلته بالضبط ولكن ما أتذكره أن الكلمات لم تكن تخرج بسلاسة فهذا الشيطان الجالس أمامي يقارب أمي في العمر. أتذكر أيضا إنها لم تحتج الكثير من الوقت حتى تقنعني بالانتقال إلى طاولتها. وهكذا ذهبت أحضر أشيائي بينما كانت تطلب القهوة من النادل.
لم تكن الدنيا لتسعني في تلك اللحظات، فهذه خطتي تنجح، صحيح ليس مع ديناصور بل مع ديناصورة إلا أنها نجحت. والديناصورة في مجتمعها تجر ديناصورات و ديناصورات...
عندما تناولت سيدتي غلاف الكتاب بإصبعين أشبه ما يكونا بأصابع الملائكة وأبدت تعجباً وإعجاباً بأن يهتم شاب صغير مثلي بمثل هذه المواضيع الكبيرة ـ طبعاً نسيت أن تقول – والتي تسبب الكثير من الدغدغة في مكانٍ ما، تأكدت أنها أسقطت قي يدي…
وبما أنني لست بالمتحدث البارع فقد استلمت سيدتي الحديث وهكذا اختصرت عليّ نصف الطريق الذي يحوي الكثير من التملقات والابتسامات والطقوس و الاستفسارات البليدة، لكن هذا كان فقط في البداية حيث أني وبعد وقت ٍليس بالقصير أو بالطويل، ولا أدري لماذا أحسست بأنني أشبه نفسي وأنا جالسٌ أستمع إلى شريط كاسيت يحوي مقاطع مختارة من روايات ومقالات وقصص لكتاب محليين يرتادون ذلك المقهى الصغير . وهكذا بدأ بعض الصداع يهاجمني فأنا لم أتمكن قط من أن أعارض أو أناقش ما لديها، لأني ضمناً متفق مع كل ذلك، ولأنها كانت تدعم آراءها المنسوخة بالكثير من الحفظ الدقيق. لذلك قررت أن أتسلى بالاستماع والاستمتاع بمتغيرات وجهها وشفتيها اللذيذين، إلا أن هذه المتغيرات لوحدها أيضاً ليست كافية لرفع درجة حرارتي وشعوري أني مستفز مثل ديك حبش في موسم التزاوج. فمن ثورية أدبية سياسة إلى مجتمع مثالي يحكي عن حرية الإنسان ـ مع أن الانتقال غالباً كان بشكل يقلب معايير المنطق ـ لكن ذلك كله لم يكن ليسبب لي الأعراض الغريزية السابقة، إنما إحساسي أخيراً بركبتي بين ركبتيها كان السبب وهكذا بدأت أشعر بدغدغة شديدة في مكان ما..
أما الانتقال إلى شقتها فلم يكن الاتفاق عليه صعباً، فالمقهى أوشك على الإغلاق، وكلنا نعلم انه إذا ألقت صاحبة البيت القبض علينا في غرفتي فسوف أتعرض لمهزلة أنا في غنى عنها. لذا غادرنا وبحثنا عن تكسي تقلنا. وعندما ذكرتها أننا ربما بحاجة لزجاجة نبيذ طمأنتي إلى أنها تحتفظ بها دوماً في البيت، وهكذا ركبنا التاكسي إلى بيتها أو شقتها الفخمة.
لم تكن شقة كبيرة لكنها كانت بغاية الأناقة والترتيب، تغلب الألوان الفاتحة على معظم الأثاث فتظهر روعة رفوف المكتبة السوداء. ولكي لا أثير المشاكل اتجهت من فوري نحو المكتبة كما كان مفروضاً ـ برأيي ـ لكن تبين لي في ما بعد أن ما كان مفروضاً ـ برأيها ـ هو أن أتوجه إلى غرفة النوم. المهم تناولت ثلاثة كتب كبيرة من المكتبة ـ وهي كتب يتمنى المرء لو يستطيع اقتناءها ـ ولم أفاجأ عندما قرأت الإهداء المكتوب بقلم أزرق ويد مرتعشة على زاوية أول ورقة من كل كتاب، وبنظرة سريعة إلى العناوين والأسماء استطعت أن أخمن أن معظم رواد مقهاي الصغير في يوم من الأيام كانوا هنا..
ما حدث لا حقاً لم يكن صعب التخيل، فقد أتت سيدتي بعد أن غيرت ثيابها الرسمية وارتدت ما أطلقت عليه ثوب نوم لكنه برأيي لم يكن يحمل أي صفة من صفات الثوب. صعدت حرارة العالم إلى رأسي عندما وقفت ورائي وأحسست بأنفاسها على رقبتي وكانت فقط تدعوني للجلوس على الأريكة في الركن الآخر من الغرفة وقد وضعت زجاجة من النبيذ الأحمر مع كأسين على طاولة قريبة، كم أكره النبيذ فهذا الشراب كافٍ لرفع حرارة القطب الجنوبي، خاصة بعد مسلسل مفاتن وإغراءات جعلتني أشعر بالوهن وبأني مسلوب تماماً.
اقترحت سيدتي أن تطلعني على بعض كتاباتها الخاصة والتي تعدها للنشر في وقت قريب، وكان مثولي محتماً فالرفض سيكون مخلاً بشريعة الآداب الكونية، وما أجملها كانت من كتابات إن الأيديولوجيا القوية والمتينة والمبنية على أسس علمية وفلسفية كانت محبوكة بشكل يصعب جداً أن تجد فيها ثغرة لتنتقدها أو تهاجمها، ولا أتردد في أن أقسم أن الأفكار التي تحملها تلك الكتابات إذا ما وفقت بإيجاد من يتمثلها فإن العمليات الثورية التي ستنتج عنها ستكفي لإعادة أي إنسان يعاني من أقصى حالات الشذوذ الجنسي إلى الصراط المستقيم. صدقوني إذا قلت أن دقة الوصف والتخطيط للانقلابات أو بمعنى أدق ( التقلبات ) والوضعيات الثوجنسية في تلك الكتابات والتي تسيل منها مئات أنهار من شهوة خالصة تكفي لإنجاح ثورة جنسية تقلب كل ما سبقها من مفاهيم على ثلاث كواكب مثل الأرض وأضخم. وما إن انتهت معذبتي من سرد خطواتها الثورية، تراءى لي أنها على وشك أن تنقض عليّ لتبدأ التنفيذ. شخصٌ واحد كرهته حينها أكثر من النبيذ، وهو صاحبي الأول الذي ذكرت لكم فضائله علي في المقطع الأول، إذ أن هذا المختل لم يكتف باختراعي ، وتسميتي بل وأيضاً أعطاني صفات كثيرة منها أن ذلك الأبله جعلني خاملاً جنسياً، لذلك كرهت النبيذ، وكرهته، وكرهت نفسي. أعتقد أن ذلك كافياً لتخمنوا ما حدث بعد ذلك..
لقد اكتشفت سيدتي الرائعة أن الذي اختارته لتقضي ليلتها بصحبته كان ضد جميع مبادئها، ومؤامراتها، ووضعياتها، وجهازها التنظيمي، وحتى مؤتمرات القمة خاصتها. وعندما أخبرتها بعد محاولات عديدة لإرغامي على فعل ذلك الشيء العجيب بالحقيقة، جلجلت بضحكة وقحة امتدت بعيداً في الأفق، ما لبثت بعدها أن فتحت باب الشقة وتركته مفتوحاً واضطجعت قبالتي مشيرةً إلى ذلك الشيء فوق فخذيها وقالت: « أيها الحمار .. كلّ الذين قرأت أسماءهم في تلك المكتبة مروا من هنا ..»
وعندها أعادت إلى ذاكرتي مقطعاً شعرياً لأحد أصحاب الفضل عليّ يقول :
على هذا الكرسي خصينا بضع رفاق
فاعترف الآن ..
اعترف الآن ..
لكن الأهم من هذا كله أن كلمة حمار أثارت غضب العالم المتراكم في عقلي، فلم يجرؤ أحد قط أن يقولها لي من قبل، مما دفعني إلى أخذ أغراضي ـ وسرقة كتاب قريب ـ والخروج مباشرةً وحتى دون إلقاء كلمة وداع. معقول أن أودعها! لقد قالت لي حمار...!
أغلب الأصدقاء لم يصدقوا ما حدث في تلك الليلة، والقلة الذين صدقوا روايتي انفجروا بضحكٍ لا أدري له سبباً، وبعضهم كاد يقتلني كي أعطيه عنوان شقتها. وحتى الآن لا أدري لماذا لم أقتنع بتلك الإيديولوجيا التي دفعت ببعضهم لمحاولة قتلي كي أعطيه عنوان تلك المفكرة.

تغيبت بعدها عن المقهى الصغير لمدة أسبوع وأنا أحاول كبح جماح غضبي كي لا اخنق تلك السيدة عندما أراها فلم يخلق بعد من يقول لي (حمار). بعد أسبوع ذهبت إلى المقهى وجلست على طاولتي وأشرت إلى النادل أن يحضر إليّ القهوة، وعندما أحضرها سألني : ماذا فعلت بتلك السيدة ؟ لأنها مذ غادرت برفقتي لم تعد أبداً. هنا أحسست بعذاب الضمير فقد غضبت منها كثيراً لكلمة (حمار) في حين إنها منذ ذلك الوقت تعاقب نفسها..
ومنذ تلك الليلة أصبحت نادراً ما اجلس وحيداً في المقهى، إذ اصبح اكبر الكتاب، والمسرحيين، والصحافيين، والسينمائيين يدعونني مذ دخولي إلى طاولاتهم، بالإضافة إلى دور النشر التي بدأت تغرقني بالعروض، ودعوات المشاركة في الندوات الثقافية المختلفة.
لكن سيدتي لم تعاود المجيء أبداً، إلا أنها فتحت لي الب
اب وتركته مفتوحا...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لماذا أنا هنا؟؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لماذا...........؟
» لماذا نعيش؟؟؟؟
»  لماذا الحب أعمى ....؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات مدرسة الزرقا الإعدادية بنات :: منتدى الفنون والآداب :: ركن القصة القصيرة-
انتقل الى: