منتديات مدرسة الزرقا الإعدادية بنات
منتدى مدرسة الزرقا الإعدادية بنات بإدارة الزرقا التعليمية
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة
التعليم 23g




منتديات مدرسة الزرقا الإعدادية بنات
منتدى مدرسة الزرقا الإعدادية بنات بإدارة الزرقا التعليمية
عزيزى الزائر / عزيزتى الزائرة
التعليم 23g




منتديات مدرسة الزرقا الإعدادية بنات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى يخدم الطالبات والمجتمع المحلى
 
الرئيسيةرؤية المدرسة ورأحدث الصورالتسجيلدخول
مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
» خطة التطوير وضمان الجودة فى مجال المتعلم خلال العام الدراسى 2014 /2015
التعليم Empty8/12/2014, 7:18 am من طرف مصطفى يونس

» خطة التطوير وضمان الجودة فى مجال توكيد الجودة والمسالة خلال العام الدراسى 2014 /2015
التعليم Empty8/12/2014, 7:15 am من طرف مصطفى يونس

» خطة التطوير وضمان الجودة فى مجال المشاركة المجتمعية خلال العام الدراسى 2014 /2015
التعليم Empty8/12/2014, 7:12 am من طرف مصطفى يونس

» خطة التطوير وضمان الجودة فى مجال الموارد البشرية والماديو خلال العام الدراسى 2014 /2015
التعليم Empty8/12/2014, 7:08 am من طرف مصطفى يونس

» نظرة شاملة لفاعلية المؤسسة للعام الدراسى 2014/2015
التعليم Empty8/12/2014, 7:04 am من طرف مصطفى يونس

» السياق المؤسسى خلال العام الدراسى 2014/2015
التعليم Empty8/12/2014, 7:00 am من طرف مصطفى يونس

» نقاط القوة والضعف فى مجال الفاعلية التعليمية
التعليم Empty8/12/2014, 6:42 am من طرف مصطفى يونس

» نتائج التقييم الذاتى فى مجال المناخ خلال العام الدراسى 2014/2015
التعليم Empty8/12/2014, 6:36 am من طرف مصطفى يونس

» نتائج التقييم الذاتى فى مجال المنهج خلال العام الدراسى 2014/2015
التعليم Empty8/12/2014, 6:29 am من طرف مصطفى يونس

» نتائج التقييم الذاتى فى مجال المعلم خلال العام الدراسى 2014/2015
التعليم Empty7/12/2014, 11:18 pm من طرف مصطفى يونس

» نتائج التقييم الذاتى فى مجال االمتعلم خلال العام الدراسى 2014/2015
التعليم Empty7/12/2014, 2:32 pm من طرف مصطفى يونس

» مقترحات لخطط ضمان الجودة للعام الدرسى 2014/2015
التعليم Empty7/12/2014, 2:27 pm من طرف مصطفى يونس

» نقاط القوة والضعف فى مجال القدرة المؤسسية
التعليم Empty7/12/2014, 7:24 am من طرف مصطفى يونس

» نتائج التقييم الذاتى فى مجال ضمان الجودة والمسالة خلال العام الدراسى 2014/2015
التعليم Empty7/12/2014, 7:15 am من طرف مصطفى يونس

» نتائج التقييم الذاتى فى مجال المشاركة المجتمعية خلال العام الدراسى 2014/2015
التعليم Empty7/12/2014, 7:11 am من طرف مصطفى يونس

» نتائج التقييم الذاتى فى مجال الموارد البشرية والمادية خلال العام الدراسى 2014/2015
التعليم Empty7/12/2014, 7:06 am من طرف مصطفى يونس

» نتائج التقييم الذاتى فى مجال القيادة والحوكمة خلال العام الدراسى 2014/2015
التعليم Empty7/12/2014, 7:02 am من طرف مصطفى يونس

» نتائج التقييم الذاتى فى مجال الرؤية الرسالة خلال العام الدراسى 2014/2015
التعليم Empty7/12/2014, 6:58 am من طرف مصطفى يونس

» أدوات جمع البيانات خلال العام الدراسى 2015/2014
التعليم Empty7/12/2014, 6:55 am من طرف مصطفى يونس

» خطة دراسة التقييم الذاتى للعام الدراسى 2014/2015
التعليم Empty7/12/2014, 6:48 am من طرف مصطفى يونس

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مكتبة الصور
التعليم Empty
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
عبد العليم غزي
التعليم Vote_rcapالتعليم Voting_barالتعليم Vote_lcap 
مصطفى يونس
التعليم Vote_rcapالتعليم Voting_barالتعليم Vote_lcap 
د/آلاء ناصف
التعليم Vote_rcapالتعليم Voting_barالتعليم Vote_lcap 
لولا
التعليم Vote_rcapالتعليم Voting_barالتعليم Vote_lcap 
رانيا غزى
التعليم Vote_rcapالتعليم Voting_barالتعليم Vote_lcap 
فوزي الحديدي
التعليم Vote_rcapالتعليم Voting_barالتعليم Vote_lcap 
لوليتا غزى
التعليم Vote_rcapالتعليم Voting_barالتعليم Vote_lcap 
dina ghaly
التعليم Vote_rcapالتعليم Voting_barالتعليم Vote_lcap 
menna elmghraby
التعليم Vote_rcapالتعليم Voting_barالتعليم Vote_lcap 
محمد مصطفى
التعليم Vote_rcapالتعليم Voting_barالتعليم Vote_lcap 
الساعة والتاريخ
عدد زوار المنتدى

.: عدد زوار المنتدى :.

رؤية المدرسة

رؤيتنا إعداد طالبات متفوقات علميا يتسمن بالانتماء والوعى الدينى والصحى ومواكبة التطور فى ظل المشاركة المجتمعية

رسالة المدرسة

رسالة المدرسة : تسعى مدرستنا إلى :- التسلح بالعلم والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة – تنمية روح التنافس للوصول إلى التميز – تأصيل روح المواطنة والانتماء – غرس الوازع الدينى والأخلاقى – توعية الطالبات صحيا وبدنيا – تنمية مهارات العمل الجماعى واتخاذ القرار - ربط المدرسة بالبيئة المحيطة والمجتمع

راديو القرآن الكريم
ميثاق شرف الطالبات

ميثاق شرف الطالبات : - أحرص أن أكون طالبة بمدرسه الزرقا الإعدادية بنات على نيل حقى فى تلقى تعليم جيد متميز ورعاية متكاملة وان أتمتع بممارسه الأنشطة المدرسية وذلك مقابل أداء ما على من واجبات تجاه مدرستى وان أحترم نظم المدرسة وقواعد السلوك القويم والتمسك بالأخلاق والقيم النبيلة ونتعهد نحن طالبات مدرسه الزرقا الإعدادية بنات بالآتى: • الالتزام بالأخلاقيات والسلوكيات. • الالتزام بقوانين الإدارة المدرسية . • الالتزام بأداء الواجبات داخل الفصل المدرسى. • الحرص على الحضور فى الميعاد يوميا بانتظام للمدرسة. • متابعه المدرسين داخل الفصل فى كل ما يوصون أو يقومون به والحرص الدائم على التفوق. • الالتزام بدفع المصروفات الدراسية ومساعده الزميلات الغير قادرات. • الحرص على تحقيق المشاركة الفعالة والأداء المتميز. • الالتزام بآداب الحديث مع السادة المدرسين والإدارة المدرسية. • الاهتمام بإحضار الأدوات المدرسية وبخاصة الكتب المدرسية. • المشاركة فى جميع الأنشطة المدرسية والحرص على التفوق فيها. • المساهمة فى حضور المسابقات التى تعقد داخل أو خارج المدرسة. • الحرص التام على نظافة المدرسة والمحافظة على ما تم انجازه داخلها. • المشاركة فى مجموعات التقوية داخل المدرسة من اجل الارتفاع بالمستوى الدراسى. • الحرص على عقد الندوات فى التوعية المجتمعية والدينية والصحية . • الالتزام بالتقويم الذاتى من اجل النهوض بالمستوى وتحسينه.


 

 التعليم

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
د/آلاء ناصف
Admin
د/آلاء ناصف


عدد المساهمات : 1170
نقاط : 2886
السٌّمعَة : 2
تاريخ التسجيل : 18/06/2009
العمر : 30
الموقع : http://emamnasef.ahlamontada.net

التعليم Empty
مُساهمةموضوع: التعليم   التعليم Empty15/7/2010, 7:48 pm

تعليم


التعليم و التربية هو بناء الفرد و محو الأمية في المجتمع و هو المحرك الأساسي في تطور الحضارات و محور قياس تطور و نماء المجتمعات فتقيّم تلك المجتمعات على حسب نسبة المتعلمين بها.
مكننة التعليم


اهتز العالم على وقع انفجار الثورة الصناعية بأوربا في القرن التاسع عشر ؛ فضج بهدير المحركات الضخمة ، و سعي العمال في حركة دائبة لم يألفها أسلافهم ؛ و تسارعت التقانة في تطور مطرد ؛ و زادت شراهة المصانع للمواد الخام و زادت معها شراهة الاستهلاك ، و كانت الأسواق تغرق بالمنتجات الصناعية ذات المعايير الموحدة حتى كانت تبلغ حد التخمة كما حدث في العقد الثاني من القرن العشرين ... لقد غير العالم عداد سرعته بالمرة و دقق في وقته فبدأ يتحرك بالأجزاء من المئة و الثواني و الدقائق بدل الساعات و الأيام .

شدة التنافس الصناعي دفعت بأهله إلى ابتكار طرق جديدة في التصنيع نجد من بينها العمل المتسلسل ( Taylorisme ) على يد المهندس و الاقتصادي الأمريكي فريدريك ونسلو تايلور : كل عامل مكلف بحلقة معينة من مراحل إنتاج سلعة ما ، كل عامل له حركات خاصة يكررها طيلة مدة عمله ..، كآلة مبرمجة لتقوم بحركات معينة محددة في إطار مراحل الإنتاج ...

و كان مما أثير حول سلبيات هذه الطريقة في العمل آنذاك أنها سخيفة تحط من كرامة الإنسان و ترهقه . و قد عبر عن ذلك في قالب ساخر الفكاهي الأمريكي تشارلي تشابلن ؛ فالعامل بغض النظر عن الوضعية البهلوانية التي يعيشها داخل المصنع بتكرار حركات محددة تعلق في لاوعيه لتصبح حركات لا إرادية مثلما ينبض قلبه ــ قد يكررها حتى أثناء نومه حسب سخرية الفكاهي ــ فإنه ــ أي العامل ــ مجرد رقم ، مجرد حلقة ..، قد يقضي عقودا من عمره في نفس المعمل يعيد نفس الحركات و لا يرى لعمله هو نتيجة ، و لا يتذوق لجهده هو حلاوة ، و لا يفهم لعمله هو معنى ..، فمن يستطيع أن ينفي عنه الشبه بالآلة ؟.. مجرد آلة ؟..

العامل التقليدي مثلا يبدأ في معالجة منتوجاته من خامتها إلى أن يراها قائمة مكتملة ..، و لَكَم يسعد الإنسان و هو يرى نفسه قد جعل من شيء بسيط غير ذي بال شيئا جديدا ذا ثمن ، و يزداد وعينا بسعادته عندما نعي كم يكابد ليصل إلى تلك النتيجة و كم يقطع من مراحل خاصة بمصاحبة الإتقان ...

لا شك أن أهل سعار التنافس الاقتصادي يلهثون وراء الأرباح ، ويستحلون لأجل ذلك كل السبل الممكنة ، و يطرقون كل الأبواب حتى باب الشيطان ... الربح هو الروح المقدسة التي تعمر قلوب المؤمنين بالرأسمالية المتوحشة ، أما الخسارة فذلك وحده الشيطان اللعين المستعاذ منه ...

و الاقتصاد لا شك أنه عصب الحياة ..، دوره أشبه بدور الهيكل العظمي للإنسان و كذلك أهميته ؛ حضوره قيامٌ و غيابه انبطاحٌ ... و قد استطاع المنطق الاقتصادي كما استطاعت الاعتبارات الاقتصادية أن تتصدر أولويات سياسة كل دولة ..، كما استطاع المنطق الاقتصادي أن يغزو بأفكاره التي تدعمها حساباته الدقيقة مختلف العلوم حتى أصبحت هذه الأخيرة تعج بالكثير من المفاهيم الاقتصادية .

و مجال التربية و التعليم لا شك أنه نال حظا وافرا من هذا الغزو ، فأصبحت ترى المربي المعلم يتحدث عن الربح ، و الخسارة ، و المردودية ، و الجودة ، و سوق الشغل ، إلخ . قد يكون الأمر عاديا على اعتبار أن العلوم تتلاقح فيما بينها و تغني بعضها بعضا ما دام أنها ترمي إلى خدمة الحياة الإنسانية في شموليتها . لكن الأمر لن يكون عاديا عندما يتحكم المنطق الاقتصادي الجاف في مهمة التربية و التعليم ، فتظل هذه المهمة المقدسة المشرفة رهينة و حبيسة الحسابات الاقتصادية الضيقة ..؛ و لتنظر مثالا على ذلك في الكارثة المسماة " الخريطة المدرسية " ، إنها منتهى السخف و الحماقة عند رجال التربية و التعليم ، و منتهى المنطق و الواقعية عند رجال اقتصاد ...

نعود إلى عنواننا " مكننة التعليم " و مقدمتنا عن العمل المتسلسل لكي نقول أن الوضع الحالي في مؤسساتنا التعليمية بالمغرب اتجه ــ ربما بشكل غير مقصود ــ إلى أسلوب في العمل أشبه ما يكون بأسلوب تايلور " العمل المتسلسل " : فكل معلم يُكلف أو يتكلف بتدريس قسم معين : واحد في القسم الأول و آخر في القسم الثاني و هكذا ..؛ و العادة الجارية أن المعلم يظل قابعا في تدريس هذا القسم أو ذاك لسنوات عديدة قد تكون أحيانا هي كل سنوات حياته العملية في وضعية أشبه ما تكون بعامل واقف على حلقة من حلقات سلسلة الإنتاج ... أَوَنحن بصدد إنتاج سلعة مصيرها النهائي مطرح نفايات أم نحن بصدد شيء آخر يرقى عن ذاك المصير المهين ؟ !..

إن الفصل الدراسي مجال مشحون بأجواء حارة من الأحاسيس و العواطف الإنسانية الرقيقة تجمع بين كائنات تنبض بالحياة : أطفال في مقتبل أعمارهم ينضحون حيوية و نشاطا و تجللهم البراءة مهما عِبنا عليهم ؛ و معلم تجلله صفتا التربية و التعليم مهما قلنا عنه ؛ و أسر تستأمن المعلم فلذات أكبادها تحاول ربط علاقة ودية مع المعلم يشوبها نوع من الاستعطاف ، الضمني غالبا الصريح أحيانا ... ما يكاد الطفل يألف معلما حتى ينقل إلى معلم آخر ، و ما يكاد المعلم يألف تلامذة و يصل إلى نهاية البرنامج السنوي حتى يجد نفسه مرة أخرى يعيد من نفس نقطة الصفر التي بدأ منها مع أطفال آخرين . قد يكون الأمر طبيعيا بالنظر إلى أن لكل شيء بداية و نهاية ، لكن المدة المخصصة لذلك قصيرة جدا ، مجرد سنة واحدة ، حلقة واحدة تتكرر كل سنة ..، أمر يبعث على الملل و افتقاد لذة العمل ، مما قد يحيل إلى التهاون و ضعف الجودة .

مما قد نحسبه إيجابياتٍ للعمل المتسلسل في تعليمنا هاتين اليتيمتين :

ــ عدم إرهاق المعلم بإعداد التحاضير بشكل يومي يستهلك نهاره و ليله ، و يحرمه أوقاتا من الراحة اللازمة لاستئناف حصص جديدة بصدر رحب يحفظ التلاميذ من ويلات سرعة الغضب و يحفظه هو نفسه من ضغوط نفسية لا تقل خطورتها عن خطورة حوادث الشغل التي يتعرض لها غيره من المهنيين في الأنشطة الاقتصادية الأخرى ؛ فبطريقة العمل المتسلسل يحافظ المعلم على نفس التحاضير لعدة سنوات لا تنتهي إلا بتغيير المستوى الدراسي أو تغير المقررات ، و في ذلك فسحة راحة واسعة له ؛

ــ و اكتساب المعلم لتجربة كبيرة في المستوى الذي يدرسه ؛ هذه التجربة تتمثل في ضبطه الكامل ( بسبب التكرار فقط ) للبرنامج و مكوناته ، و تطويره للتقنيات الميسرة لبلوغ الأهداف التربوية .

لكن ما قيمة هاتين الميزتين إذا كانتا تهددان تعليمنا و تقودانه إلى نوع من الجمود ، و البرود ، و اللامبالاة و الإحباط ..، وضعف الجودة .

تمثل معي هذا الوضع مثلا : معلم مبتدئ يخطو الخطوة الأولى في مجال التربية و التعليم . أطفال يلجون فضاء المدرسة لأول مرة . يبدأ نوع من التآلف في التنامي ، و تتمتن الأواصر العاطفية بين التلميذ و المعلم كل ذلك في موازاة مع بناء تدريجي لبنة لبنة للمحصلة الدراسية للتلميذ ... تبدأ السنة الدراسية بنوع من الصعوبة ، يدركها المعلمون ، عبارة عن مخاض شبه عسير يروم إلى تحقيق نوع من الانسجام و التآلف يسهل به إلى حد كبير تحقيق التواصل ما بين طرفي العملية التعليمية التعلمية . هذا الانسجام و التآلف الذي ما تكاد تتوطد أوصاله و تتعمق جذوره حتى تنقلع بقسوة و جفاء شديدين في آخر السنة ؛ ما يكاد هذا البناء الوجداني تكتمل بعض أجزائه حتى يرى طرفاه ( و خصوصا المعلم ) نفسيهما من جديد في نقطة الصفر ... ثم في السنة الموالية يعيد المعلم العملية من جديد مع وجوه جديدة ... حلقة مفرغة قصيرة يزداد الملل كلما زاد تكرارها ..، كمن غاصت قدماه في الرمال فلا يستطيع أن يتقدم بنفسه إلى الأمام ولو خطوة واحدة ... و لتسأل عن جذوة حماس المعلمين في أوائل سنوات العمل كيف تخبوا بعد ذلك سريعا سريعا ...

قد يكون اقتراحي له نفس الطابع ، فلو تكلف كل معلم بمسايرة تلامذته لمدة ست سنوات من السنة الأولى إلى السنة السادسة ( طيلة المرحلة الإبتدائية ) ، فهناك بداية و نهاية ... لكن يبدو لي أن الأمر لن يكون كذلك ؛ فمن يعد مسيرة عمله بالسنوات الكثيرة المتكررة مثل سابقاتها ، ليس كمن يعد مسيرة عمله بالأفواج التي تكفل بها ، كل فوج بست سنوات : أي أن عد المعلم لمدة عمله لن تكون ( مثلا ) أربعين سنة بل ستة أفواج فقط ..، و كل فوج يشهد بأنه ثمرة جهود فلان ، حوالي ستة أفواج تشهد له أو عليه ، و المجتمع يشهد له أو عليه ، و نفسه تشهد ..، و إحساس بالرضا أو الخجل و الندم ... و بهذا تتحدد المسؤوليات و تتحقق المحاسبة المفتقدة ...

الإنسان يحب ، و له الحق ، أن تنطبع بصماته على هذا الكون و تخلد إنجازاته بإسمه ، و يكره أن تصادر منه ... أما عندما يرقى همه إلى أجر عمل لا ينقطع نفعه بموته فذلك مقام جليل يتشوف إليه الكثيرون .

الجمود و السكون يحثان على السبات و الخمول ، و التحرك و الترقي يحثان على اليقظة و الحيوية ..؛ و كذلك الذي يترقى بتلامذته من مستوى إلى مستوى آخر يتابع معهم سنة بعد أخرى المسار التعليمي التعلمي و يتابع نموهم الجسمي و الفكري و الوجداني، و تنمو في نفسه بالتوازي مع كل ذلك عواطف جميلة ترقى إلى عواطف الوالدين تجاه الأبناء..، و تنموا في أنفس التلاميذ بالتوازي مع كل ذلك عواطف جميلة ترقى إلى عواطف الأبناء تجاه الآباء ... و هذه العواطف الجياشة الجميلة مكسب عظيم للتربية و التعليم ، إنها دافع عظيم يدفع من رُزقها إلى بذل المزيد من الجهد و استرخاص كل غال و نفيس من أجل هؤلاء التلاميذ الأبناء ..، و ذلك الجهد النابع من قلب محب لا شك تصل حرارته إلى قلوب الصبية فتنفتح قلوبهم و تلين فيبادلونه حبا بحب و تنفتح أفهامهم بحسب طاقتها و تشحذ هممهم بحسب استطاعتها .

قد تبدو هذه الكلمات محلقة بعيدا في سماء المثاليات ، لكن الذي يعرضها إبن الميدان ، مر بتجربة حلوة و مريرة في آن واحد في التعليم بالبادية ؛ فأما الحلاوة فقد تمتع بها في صحبة التلاميذ الأبناء ، و أما المرارة فقد ذاقها بفراقهم ..، و كان يظن أنه لو أتيحت له الفرصة لصحبتهم إلى المستوى السادس لكانوا أحسن بكثير مما بلغه من الأخبار عن شأنهم فيما بعد : لقد راح معظمهم ضحية للعمل المتسلسل ... و الكلمات هنا إشارات يفهمها أهلها ...

إن هذا الاقتراح الذي يقترحه صاحبنا باب يريد أن يفتحه لإعطاء نفس جديد لمهمة التربية و التعليم يخلصها من اللامسؤولية و غياب المحاسبة التي يعاني من ويلاتها الكثير من الأطفال و أوليائهم ، و يخلصها من الجمود و الركود و البرود الذي تعانيه الكثير من الأقسام حتى أنها تكاد تجف من أدنى الأحاسيس الإنسانية النبيلة ... اِقتراح يروم بعث الروح في جثة التربية و التعليم ..؛ و لتعلم أن الجسد الميت و الجسد الحي فيهما كل المقومات المادية للحياة ، و لكن الجسد الميت ذهبت عنه الروح.

البحث العلمي..وأهميته في ميادين العلوم

يعيش العالم اليوم في حالة سباق محموم لاكتساب أكبر قدر ممكن من المعرفة الدقيقة المستمدة من العلوم التي تقود إلى التقدم والرقي والازدهار،فالمعرفة العلمية-بلا شك-تمثل مفتاحاً للنجاح والتطور نحو الأفضل،حيث تعتبر المعرفة ضرورية للإنسان،لأن معرفة الحقائق تساعده على فهم المسائل والقضايا التي تواجه في حياته العملية،إذ بفضل المعلومات التي يحصل عليها الإنسان يستطيع أن يتعلم كيف يتخطى العقبات التي تحول دون بلوغه الأهداف المنشودة،ويعرف كيف يسطر الاستراتيجيات التي تتيح له القدرة على تدارك الأخطاء واتخاذ إجراءات جديدة تمكنه من تحقيق أمانيه في الحياة،وهو يستطيع غير ذلك أن يحقق ما يرغب فيه مستعيناً بذكائه ومعرفته للكشف على العديد من الظواهر التي يجهلها.

ويحتل البحث العلمي في الوهن الراهن،مكاناً بارزاً في تقدم النهضة العلمية وتطورها،من خلال مساهمة الباحثين بإضافتهم المبتكرة في رصيد المعرفة الإنسانية،حيث تعتبر المؤسسات الأكاديمية هي المراكز الرئيسية لهذا النشاط العلمي الحيوي ،بما لها من وظيفة أساسية في تشجيع البحث العلمي وتنشيطه وإثارة الحوافز العلمية لدى الطالب والدارس حتى يتمكن من القيام بهذه المهمة على أكمل وجه.

ونظراً لأن البحث العلمي يعد من أهم وأعقد أوجه النشاط الفكري،فإن الجامعات تبذل جهوداً جبارة في تدريب الطلاب على إتقانه أثناء دراستهم الجامعية لتمكنهم من اكتساب مهارات بحثية تجعلهم قادرين على إضافة معرفة جديدة إلى رصيد الفكر الإنساني،كما تعمل الجامعات على إظهار قدرة الطلاب في البحث العلمي عن طريق جمع وتقويم المعلومات وعرضها بطريقة علمية سليمة في إطار واضح المعالم،يبرهن على قدرة الطالب على إتباع الأساليب الصحيحة للبحث وإصدار الأحكام النقدية التي تكشف عن مستواه العلمي ونضجه الفكري التي تمثل الميزة الأساسية للدراسة الأكاديمية.

مفهوم المعرفة:

تعني كلمة"معرفة"Knowledge ،الإحاطة بالشيء،أي العلم به،والمعرفة هي أشمل وأوسع من العلم،ذلك أن المعرفة تشمل كل الرصيد الواسع والهائل من المعارف والعلوم والمعلومات التي استطاع الإنسان-باعتباره كائن ومخلوق يفكر ويتمتع بالعقل-أن يجمعه عبر مراحل التاريخ الإنساني الطويل بحواسه وفكره وعقله(1).

ولا شك أن المعرفة ضرورية للإنسان،لأن معرفة الحقائق تساعده على فهم القضايا التي تواجهه في حياته،وبفضل المعلومات التي يحصل عليها يستطيع(الإنسان)أن يتعلم كيف يجتاز العقبات التي تحول دون بلوغه الغايات التي ينشدها،وتساعده أيضاً على تدارك الأخطاء،واتخاذ الإجراءات الملائمة التي تمكنه من تحقيق أمانيه في الحياة(2).

ولا يخفى أن جميع أنواع المعرفة ليست على مستوى واحد،فهي تختلف باختلاف ما تتميز به من دقة ومن أساليب للتفكير وقواعد المنهج المتبع للوصول إليها،وهو ما يعني بوضوح،أنه ليست كل معرفة تكون بالضرورة علمية،فالمعرفة العلمية تختلف عن المعرفة العادية في أنها بلغت درجة عالية من الصدق والثبات،وأمكن التحقق منها والتدليل عليها(3)والمعرفة العادية هي علم،أما المعرفة العلمية هي التي يتم تحقيقها بالبحث والتمحيص،ويعتبر "العلم"معرفة مصنفة تنسق في نظام فكري (system of thiught ) له مفاهيمه ومقاييسه الخاصة من مبادئ وقوانين ونظريات.

تصنيف المعرفة:

يتضح مما سبق أن المعرفة أوسع واشمل من العلم،فالأخير يقوم على الدراسة وتحليل الظواهر،فهو ذلك الفرع من الدراسة الذي يلتزم بكيان مترابط من الحقائق الثابتة المصنفة، التي تحكمها قوانين عامة،تحتوي على طرق ومناهج ثابتة متفق عليها، لاكتشاف الحقائق الجديدة في نطاق هذه الدراسة(4).وعليه فإن الهدف الرئيسي للعلم هو التعبير عن العلاقات القائمة بين الظواهر التي يدرسها الإنسان من أجل التعرف على جوهرها وطبيعتها،إلا أن طرق الحصول على المعرفة تختلف من موضوع لآخر.

وتصنف المعرفة إلى ثلاثة أنواع رئيسية هي:

أ-المعرفة الحسية:وهي التي يكتسبها الإنسان عن طريق اللمس والاستماع والمشاهدة المباشرة،وهذا النوع من المعرفة بسيط،باعتبار أن أدلة الإقناع متوافرة(ملموسة)أو ثابتة في ذهن الإنسان.

ب-المعرفة التأملية(الفلسفية):وهذا النوع من المعرفة يتطلب النضج الفكري،والتعمق في دراسة الظواهر الموجودة،حيث أن مستوى تحليل الأحداث والمسائل المدروسة يوجب الإلمام بقوانين وقواعد علمية لاستنباط الحقائق عن طريق البحث والتمحيص،ولكن في العادة لا يحصل الباحث على أدلة قاطعة وملموسة تثبت حججه،ولكنه يقدم البراهين عن طريق استعمال المنطق والتحليل،ويثبت أن النتائج التي توصل إليها تعبر عن الحقيقة والمعرفة الصحيحة للقضية أو المسألة.

ج-المعرفة العلمية(التجريبية):وهذا النوع من المعرفة يقوم على أساس"الملاحظة المنظمة للظواهر"وعلى أساس وضع الفرضيات العلمية الملائمة والتحقق منها عن طريق التجربة وجمع البيانات وتحليلها(5).

مفهوم العلم:

تعني كلمة العلم(Science) لغوياً،إدراك الشيء بحقيقته،وهو اليقين والمعرفة،والعلم يعني اصطلاحاً،مجموعة الحقائق والوقائع والنظريات،ومناهج البحث التي تزخر بها المؤلفات العلمية(6).كما يعرف "العلم"بأنه"نسق المعارف العلمية المتراكمة..أو هو مجموعة المبادئ والقواعد التي تشرح بعض الظواهر والعلاقات القائمة بينها.."(7).

وظـائف العـلم:

يضطلع العلم بوظيفة أساسية تتمثل في اكتشاف النظام السائد في هذا الكون،وفهم قوانين الطبيعة والحصول على الطرق اللازمة للسيطرة على قوى الطبيعة والتحكم فيها،وذلك عن طريق زيادة قدرة الإنسان على تفسير الأحداث والظواهر والتنبؤ بها وضبطها(Cool

وتنحصر وظائف العلم في تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية وهي(9):

أ-الاكتشاف والتعبير:وتتمثل هذه الوظيفة للعلم في اكتشاف القوانين العلمية العامة والشاملة للظواهر والأحداث المتشابهة والمترابطة والمتناسقة عن طريق ملاحظة ورصد الأحداث والظواهر وتصنيفها وتحليلها عن طريق وضع الفرضيات العلمية المختلفة،وإجراء عمليات التجريب العلمي للوصول إلى قوانين علمية موضوعية عامة وشاملة تفسر هذا النوع والوقائع والأحداث.

ب-التنبؤ العلمي:بمعنى أن العلم يساعد على التنبؤ الصحيح لسير الأحداث والظواهر الطبيعية وغير الطبيعية المنظمة بالقوانين العلمية المكتشفة،مثل التوقع والتنبؤ بموعد الكسوف والخسوف،وبمستقبل حالة الطقس،وبمستقبل تقلبات الرأي العام سياسياً واجتماعياً إلى غير ذلك من الحالات والأمور التي يمكن التنبؤ العلمي بمستقبلها وذلك بغرض أخذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة ذلك.

ولا يقصد بالتنبؤ هنا،التخمين أو التكهن بمعرفة المستقبل،ولكن المقصود هو القدرة على توقع ما قد يحدث إذا سارت الظروف سيراً معيناً،مع التذكير بأن التنبؤات العلمية ليست على نفس الدقة في جميع مجالات العلم،ففي العلوم الطبيعية،تكون أكثر دقة منها في مجالات العلوم السلوكية،ومجالات المعرفة الاجتماعية.

ج-الضبط والتحكم:يساهم العلم والبحث العلمي في عملية الضبط والتحكم في الظواهر والأحداث والوقائع والأمور والسيطرة عليها وتوجيهها التوجيه المطلوب،واستغلال النتائج لخدمة الإنسانية،وبذلك تمكن الإنسان بفضل العلم من التحكم والضبط(مثلاً)في مسار الأنهار الكبرى،ومياه البحار والمحيطات،والتحكم في الجاذبية الأرضية واستغلال ذلك لخدمة البشرية،كما اصبح اليوم بفضل العلم،التحكم في الأمراض والسلوكيات البشرية وضبطها وتوجيهها نحو الخير،وكذلك التحكم في الفضاء الخارجي واستغلاله لخدمة الإنسانية جمعاء.

مفهوم المنهجية العلمية:

المنهجية العلمية نسقاً من القواعد والإجراءات التي يعتمد عليها طريق البحث،وهذا النسق لا هو بالمغلق ولا هو بالمنزه عن الخطأ،حيث يتم إدخال التحسينات بصورة دائمة على القواعد والإجراءات،ويقوم العلماء بالبحث عن المناهج والأساليب الفنية الجديدة للمشاهدة والاستدلال والتعميم والتحليل،وبمجرد تطور الأشياء وتثبيت تطابقها مع الفرضيات الواردة بالمدخل العلمي،يتم إدماجها في نسق القواعد التي تكون أسلوب المنهجية العلمية،فالمنهجية هي أولاً وقبل كل شيء تقوم بتصحيح نفسها،والعلم لا يتقيد بالموضوع الذي يدور حوله،ولكنه يتقيد بمنهجيته،والأمر الذي يجعل المدخل العلمي في وضع منفصل،هو الفرضيات العلمية التي يقوم عليها،والمنهجية التي يأخذ منها.

أسلوب التفكير العلمي في البحث:

التفكير العلمي(reflective thinking )هو إطار فكري علمي ينتج عن تنظيم عقلي معين،يقوم على عدد من المراحل التي يسترشد بها الباحث أو الطالب في دراسته،والأسلوب العلمي يتميز بالدقة والموضوعية،وباختيار الحقائق اختياراً يزيل عنها كل شك محتمل،ولا يجب أن يغيب عن الذهن،أن الحقائق العلمية ليست ثابتة بل هي حقائق بلغت درجة عالية من الصدق،وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى قضية منهجية يختلف فيها الباحث في الجوانب النظرية عن الباحث التطبيقي،فالأول لا يقتنع بنتائجه حتى يزول عنها كل شك مقبول،وتصل درجة احتمال الصدق فيها إلى أقصى درجة،أما الآخر(التطبيقي)فيكتفي بأقصى درجات الاحتمال،فإذا وازن بين نتائجه يأخذ أكثرها احتمالاً للصدق(10).

ويعتمد الأسلوب العلمي بالأساس على الاستقراء الذي يختلف عن الاستنباط والقياس المنطقي،حيث يبدأ بالجزئيات ليستمد منها القوانين في حين أن الاستنباط،يبدأ بقضايا عامة ليتوصل منها إلى الحقائق الجزئية،غير أن ذلك لا يعني أن الأسلوب العلمي يغفل أهمية القياس المنطقي،ولكنه حين يصل إلى قوانين عامة يستعمل الاستنباط والقياس في تطبيقها على الجزئيات للتثبت من صحتها،أي أنه يستعمل التفسير المنطقي الذي يتمثل في تفسير ظاهرة خاصة من نظرية أو قانون،كما يستخدم الطريقة الاستنتاجية التي تتمثل،في استخلاص قانون أو نظرية أو ظاهرة عامة من مجموعة ظواهر خاصة.

ويتضمن الأسلوب العلمي عمليتين مترابطتين(الملاحظة،الوصف)حيث أنه إذا كان العلم يرمي إلى التعبير عن العلاقات القائمة بين الظواهر المختلفة،فهذا التعبير هو في الأساس وصفي،واذا كان هذا التعبير يمثل الوقائع المتعلقة بالظاهرة فإنه يعتمد على الملاحظة،ويختلف الوصف العلمي عن الوصف العادي من حيث أنه لا يعتمد على البلاغة اللغوية وإنما هو بالأساس وصف كمي،ذلك أن الباحث حينما يقيس النواحي المختلفة في ظاهرة أو أكثر،فإن هذا القياس ليس إلا وصفاً كمياً،يعتمد على الوسائل الإحصائية في اختزال مجموعة كبيرة من البيانات إلى مجموعة صغيرة من الأرقام والمصطلحات الإحصائية.

أما الملاحظة العلمية،فهي تستعين بالمقاييس المختلفة،وتقوم على أساس ترتيب الظروف ترتيباً معيناً بحيث يمكن ملاحظتها بطريقة موضوعية،وتتميز الملاحظة العلمية في أنها يمكن تكرارها،مما يكون لها أهمية كبيرة من حيث الدقة العلمية،فهو يساعد على تحديد العناصر الأساسية في الموقف المطلوب دراسته،كما أن التكرار ضروري للتأكد من صحة الملاحظة، فقد يخطئ الباحث نتيجة الصدفة أو لتدخل العوامل الذاتية،مثل الأخطاء الناجمة عن الاختلاف في دقة الحواس،والصفات الشخصية للباحث،كالمثابرة وقوة الملاحظة..الخ.

مفهوم البحث العلمي:

هناك عدد من التعريفات في إطار البحث عن تحديد مفهوم البحث العلمي نوردها فيما يلي،كما جاءت تاركين للقارئ حرية الاختيار للتعريف الذي يرى فيه الدقة والموضوعية.

واذا حاولنا تحليل مصطلح البحث العلمي"نجد أنه يتكون من كلمتين"البحث"و"العلمي" ،"البحث"لغوياً يقصد بها"الطلب"أو"التفتيش"أو التقصي عن حقيقة من الحقائق أو أمر من الأمور.

أما كلمة"العلمي"فهي كلمة تنسب إلى العلم،والعلم معناه المعرفة والدراية وإدراك الحقائق، والعلم يعني أيضاً الإحاطة والإلمام بالحقائق،وكل ما يتصل بها،ووفقاً لهذا التحليل،فإن"البحث العلمي"هو عملية تقصي منظمة باتباع أساليب ومناهج علمية محددة للحقائق العلمية بغرض التأكد من صحتها وتعديلها أو إضافة الجديد لها.."(11).

وهناك تعريف يقول أن البحث العلمي"هو وسيلة للاستعلام والاستقصاء المنظم والدقيق الذي يقوم به الباحث بغرض اكتشاف معلومات أو علاقات جديدة بالإضافة إلى تطوير أو تصحيح المعلومات الموجودة فعلاً،على أن يتبع في هذا الفحص والاستعلام الدقيق، خطوات المنهج العلمي،واختيار الطريقة والأدوات اللازمة للبحث وجمع البيانات"والمعلومات الواردة في العرض بحجج وأدلة وبراهين ومصادر كافية(12).

وكذلك التعريف القائل:أن البحث العلمي هو عرض مفصل أو دراسة متعمقة تمثل كشفاً لحقيقة جديدة أو التأكيد على حقيقة قديمة سبق بحثها،وإضافة شيء جديد لها،أو حل لمشكلة كان قد تعهد بها شخص باحث بتقصيها وكشفها وحلها(13).

وكذلك هناك التعريف الذي مفاده:أن البحث العلمي هو نشاط علمي منظم،وطريقة في التفكير واستقصاء دقيق يهدف إلى اكتشاف الحقائق معتمداً على مناهج موضوعية من أجل معرفة الترابط بين هذه الحقائق واستخلاص المبادئ العامة والقوانين التفسيرية(14).

ويستنج من ذلك أن البحث العلمي يثير الوعي ويوجه الأنظار إلى المشكلة المراد دراستها أو معالجتها بحثياً،وباختصار يمكن القول أن البحث العلمي،هو مجموع الطرق الموصلة إلى المعرفة الحقيقية وفي العادة يطلق اسم الباحث"على الشخص الذي يبحث عن الحقيقة العلمية،ويعتمد البحث العلمي على مناهج متعددة.

تعريف مفهوم المنهج:

يعتبر منهج البحث في جميع حقول المعرفة واحد،والهدف هو التوفيق بين النشاط الذاتي المبدع،والمعلومات الأولية والوسائل التي تظهر في سياق البحث،على أن فضائل البحث عامة،فهي فضائل متصلة بالتكوين السليم للإنسان،ومن ثم بالإنسانية جمعاء.والمنهج العلمي هو الدراسة الفكرية الواعية للمناهج المختلفة التي تطبق في مختلف العلوم وفقاً لاختلاف موضوعات هذه العلوم،وهي قسم من أقسام المنطق،والمنهج هو خطوات منظمة يتبعها الباحث أو الدارس في معالجة الموضوعات التي يقوم بدراستها إلى أن يصل إلى نتيجة معينة،وبهذا يكون في مأمن من أن تحسب صواباً أو العكس(15).

ويلعب منهج البحث دوراً أساسيا في تدوين معلومات البحث،فهو يلزم الباحث على عدم إبداء رأيه الشخصي دون تعزيزه بآراء لها قيمتها،والتقيد بإخضاع أي رأي للنقاش مهما كانت درجة الثقة به،إذ لا توجد حقيقة راهنة بذاتها،وضرورة تقيد الباحث بالدقة في الاعتماد على الروايات والاقتباسات أو التواريخ غير الواضحة أو غير الدقيقة،وكذلك ضرورة الدقة في شرح المدلولات التي يسوقها الباحث،وباختصار ينبغي، أن يتحلى الباحث بالصبر على ما قـد يبعثه البحث أحياناً،في النفس من شعور بالغربة والوحشة،وما قد يعنيه من وحدة وانعزال وتأمل.

مراحل عملية البحث:

لاشك أن المعرفة العلمية هي معرفة يمكن إثباتها عن طريق كل من العقل والتجربة(الملاحظة)،كما أن الصلاحية المنطقية ووسيلة التحقق التجريبية هما المعياران اللذان يستخدمهما العلماء لتقويم المسعى في سبيل المعرفة،وهذان المعياران يترجمان في أنشطة البحث التي يقوم بها العلماء من خلال عملية البحث،ومن هنا يمكن النظر إلى عملية البحث على أنها المخطط الشامل للأنشطة العلمية التي ينشغل فيها العلماء لتحقيق المعرفة،فهي النموذج المثالي للاستقصاء العلمي،بحيث تتكون عملية البحث من سبع مراحل أساسية هي:المشكلة،الفرض النظري،تصميم البحث،القياس،تجميع البيانات،تحليل البيانات ثم التعميم،وكل مرحلة من هذه المراحل تتبادل العلاقة مع النظرية(أي النتيجة)بمعنى أنها تتأثر بها وتؤثر فيها.

وبإيجاز يمكن القول،أن العلم يتقيد بمنهجيته وليس بموضوعه،وما يضع المدخل العلمي في وضع يختلف عن الأساليب الأخرى المستخدمة لاكتساب المعرفة هي الفرضيات التي يقوم عليها وكذلك منهجيته.والفرضيات التي يقوم عليها،ومنهجية المدخل العلمي تخدم ثلاثة أغراض هي،وضع قوانين وقواعد للاتصال،ووضع قواعد للتفكير العقلي المنطقي والصحيح،وضع قواعد للذاتية الداخلية.

الأسلوب العلمي..وأهميته في البحث:

تسعى العلوم جميعها إلى تحقيق أهداف العلم الثلاثة،التفسير،التنبؤ،والضبط،بتبني الأسلوب العلمي الذي يتميز بالدقة والموضوعية،وباختبار الحقائق اختباراً منطقياً،مع العلم أن الحقائق العلمية ليست بالضرورة حقائق ثابتة،بل حقائق بلغت درجة عالية من الصدق(16)وفي هذا المجال،تبرز قضية منهجية يختلف فيها الباحث أو العالم في الجوانب النظرية،عن الآخر التطبيقي،فالأول(النظري)لا يقتنع بنتائجه حتى يزول عنها كل شك مقبول،وتصل درجة احتمال الصدق فيها إلى أقصى درجة،أما الآخر(التطبيقي)،فهو يكتفي بأقصى درجات الاحتمال،فإذا وازن نتائجه فإنه يأخذ أكثرها احتمالا للصدق.

ويعتمد الأسلوب العلمي بالأساس على الاستقراء الذي يختلف عن الاستنباط والقياس المنطقي،فهو يبدأ بالجزئيات ليستمد منها القوانين في حين أن القياس،يبدأ بقضايا عامة يتوصل منها إلى الحقائق الجزئية،وليس يعني ذلك أن الأسلوب العلمي يغفل أهمية القياس المنطقي،ولكنه عندما يصل إلى قوانين عامة يستعمل الاستنباط والقياس في تطبيقها على الجزئيات للتثبت من صحتها،كما يستخدم الطريقة الاستنتاجية التي تتمثل،في استخلاص قانون أو ظاهرة عامة من مجموعة ظواهر خاصة.

ويتضمن الأسلوب العلمي عمليتين مترابطتين هما،الملاحظة والوصف،وذلك لأنه إذا كان العلم يهدف للتعبير عن العلاقات القائمة بين مجموع الظواهر المختلفة،فإن هذا التعبير يكون في أساسه وصف،وإذا كان هذا التعبير يمثل الوقائع المرتبطة بالظاهرة،فلا بد أن يعتمد على الملاحظة فيختلف الوصف العلمي عن الوصف العادي فالأول لا يعتمد على البلاغة اللغوية،بل هو وصف فني،ذلك أنه عند قياس النواحي المختلفة في ظاهرة أو عدة ظواهر،فإن هذا القياس ليس إلا وصفاً كمياً،يقوم على الوسائل الإحصائية باختزال مجموعة كبيرة من المعلومات إلى مجموعة قليلة من الأرقام والمصطلحات الإحصائية،أما بالنسبة إلى الملاحظة العملية،فهي تمثل الملاحظة التي تستعين بالمقاييس المختلفة،وهي تقوم على أساس ترتيب الظروف ترتيباً معيناً بحيث يمكن التكرار الذي له أهمية كبيرة من حيث الدقة العلمية،فهو(التكرار)يساعد على تحديد العناصر الأساسية في الموقف المطلوب دراسته وترك العناصر التي تكونت بالصدفة،كما أن التكرار ضروري للتأكد من صحة الملاحظة فقد يخطئ الباحث نتيجة الصدفة أو لتدخل العوامل الشخصية،مثل الأخطاء الناجمة عن الاختلاف في دقة الحواس والصفات الشخصية للباحث،كالمثابرة وقوة الملاحظة،كما يفيد التكرار أيضا في التأكد من دقة ملاحظة شخص آخر،أو في إعادة البحث مرة أخرى بغرض التأكد من النتائج(17).

خصائص الأسلوب العلمي:

يتميز الأسلوب العلمي عن بقية الأساليب الفكرية بعدة خصائص أساسية أهمها:

(1)الموضوعية:وتعني الموضوعية هنا،أن الباحث يلتزم في بحثه المقاييس العلمية الدقيقة،ويقوم بإدراج الحقائق والوقائع التي تدعم وجهة نظره،وكذلك الحقائق التي تتضارب مع منطلقاته وتصوراته،فالنتيجة يجب أن تكون منطقية ومنسجمة مع الواقع ولا تناقضه،وعلى الباحث أن يتقبل ذلك ويعترف بالنتائج المستخلصة حتى ولو كانت لا تتطابق مع تصوراته وتوقعاته.

(2)استخدام الطريقة الصحيحة والهادفة:ويقصد بذلك،أن الباحث عندما يقوم بدراسة مشكلة أو موضوع معين،ويبحث عن حل لها، يجب أن يستخدم طريقة علمية صحيحة وهادفة للتوصل إلى النتائج المطلوبة لحل هذه المشكلة،وإلا فقدت الدراسة قيمتها العلمية وجدواها(18).

(3)الاعتماد على القواعد العلمية: يتعين على الباحث الالتزام بتبني الأسلوب العلمي في البحث من خلال احترام جميع القواعد العلمية المطلوبة لدراسة كل موضوع،حيث ان تجاهل او إغفال أي عنصر من عناصر البحث العلمي،يقود الى نتائج خاطئة او مخالفة للواقع.ومن هنا،فان عدم استكمال الشروط العلمية المتعارف عليها في هذا الميدان،يحول دون حصول الباحث على النتائج العلمية المرجوة.

(4) الانفتاح الفكري: ويقصد بذلك،انه يتعين على الباحث الحرص على التمسك بالروح العلمية والتطلع دائما الى معرفة الحقيقة فقط،والابتعاد قدر الإمكان عن التزمت والتشبث بالرؤية الأحادية المتعلقة بالنتائج التي توصل اليها من خلال دراسته للمشكلة،ويجب ان يكون ذهن الباحث منفتحا على كل تغيير في النتائج المحصول عليها والاعتراف بالحقيقة،وان كانت لا تخلو من مرارة.

(5)الابتعاد عن إصدار الأحكام النهائية: لا شك ان من أهم خصائص الأسلوب العلمي في البحث التي ينبغي على الباحث التقيد بها،هي ضرورة التأني وعدم إصدار الأحكام النهائية،غذ يجب ان تصدر الأحكام استنادا الى البراهين والحجج والحقائق التي تثبت صحة النظريات والاقتراحات الأولية،أي بمعنى أدق،ضرورة اعتماد الباحث على أدلة كافية قبل إصدار أي حكم او التحدث
عن نتائج تم التوصل إليها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبد العليم غزي

عبد العليم غزي


عدد المساهمات : 2501
نقاط : 5271
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 22/06/2009
الموقع : bnatelzarka.yoo7.com

التعليم Empty
مُساهمةموضوع: رد: التعليم   التعليم Empty30/11/2011, 12:45 pm

بارك الله فيك
أحسنت وسلمت يداك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التعليم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التعليم عن بعد
» التعليم عن بعد وعلم المعلومات
» دور وسائل وتكنولوجيا التعليم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات مدرسة الزرقا الإعدادية بنات :: منتدى الوسائل التعليمية-
انتقل الى: