التعليم كما هو معروف مر ويمر بمراحل كثيرة تتطور فيه التقنيات والاساليب بما يحقق الافضل من الاهداف التعليمية . وخلال فترة العقود الثلاث الماضية خصوصاً شهد العالم ثورة علمية وتكنولوجية متقدمة نقلت العالم الى مراحل متقدمة متطورة وهذه الثورة العلمية والتكنولوجية شملت جميع مفاصل الحياة التي استفادة منها بطريقة مباشرة ام غير مباشرة. كذلك التعليم وطرائقه واساليبه شهد تقدما وتطورا نوعيا حتى تفتحت به افاق جديدة وظهرت طرق واساليب وتقنيات جديدة منها التعليم الالكتروني. والذي يعرف بأنه طريقة التعليم والتعلم باستخدام الوسائط الإلكترونية في عملية نقل وإيصال المعلومات بين المعلم والمتعلم مثل الحواسيب والشبكات.
اليوم على طريق التقدم العلمي والتكنولوجي في العالم وبعد ان اصبحت العديد من الجامعات العالمية الرصينة والمعروفة تستخدم تقنيات التعليم الالكتروني مستفيدة من خدمات الشبكة العالمية للأنترنيت واصبحت هنالك مواقع الكترونية للتعليم الالكتروني والتعلم عن بعد تمتلك الكثير من الامكانيات التقنية من وسائل مكتوبة ومسموعة ومرئية ووسائل جديدة ابتكرت نتيجة للتطور العلمي والتكنولوجية الا وهي وسائل التعليم التفاعلي مستخدمة برامج كومبيوترية خاصة لهذا الغرض. لهذا فأن كلية العلوم في جامعة بغداد افتتحت في شهر شباط من هذا العام موقع التعليم الالكتروني ضمن موقع الكلية على شبكة الانترنيت وبدأ هذا العمل من وحدة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالكلية والتي تشرف على هذا الموقع مسجلة الموقع على انه اول موقع للتعليم الالكتروني في جامعة بغداد ثم اتى قسم الفيزياء بالكلية الذي سجل انه اول قسم من اقسام كلية العلوم وجامعة بغداد كلها يبدأ باستخدام تقنية التعليم الالكتروني بوساطة احد تدريسيه هو المدرس المساعد علي قيس عبد الفتاح الذي سجل رسميا أنه اول تدريسي في جامعة بغداد يستخدم تقنية التعليم الالكتروني في التدريس كوسيلة تعليمية مساعدة حالياً لأن نظام التعليم الالكتروني في العراق والعالم اجمع مازال نظام مساعد للنظام التعليمي التقليدي وقليلة هي المؤسسات التعليمية التي تستخدم تقنية التعليم الالكتروني كوسيلة تعليم اساسية.
لكن هذه التجربة في كلية العلوم لم تشهد تقدماً كثيراً بالرغم من الجهود الكبيرة لوحدة (IT) وكذلك قسم الفيزياء أضافة لأقامة والوحدة سلسة من المحاضرات التثقيفية لهذا الموضوع. وتعود أهم الاسباب التي اثرت وتؤثر سلباً عليه هي:
- فوبيا التعليم الالكتروني .
- ضعف البنى التحتية لتقانة المعلومات لدى المعلم والمتعلم.
- ضعف البنى التحتية وقلة توفر وسائل تقانة المعلومات.
- الافتقار الى سياسة واستراتيجة مركزية من قبل المؤسسة التعليمية للتعليم الالكتروني.
- دائما نتحدث عن تقانة المعلومات و لايمكن توفير مستلزماتها لعدم وجود تمويل خاص لهذا الموضوع.
هذه هي اهم النقاط والاسباب التي تؤثر سلبا على موضوع التعليم الالكتروني. لكن يا ترى هل سنتمكن من تذليلها وتجاوزها؟ هل سنتمكن من من تحويل فوبيا التعليم الالكتروني الى أحترافية التعليم الالكتروني؟ ومتى وكيف سنتمكن من رفع مستوى المعلم والمتعلم في تقانة المعلومات ونحن نعاني من جهل وساع بالثقافة الالكترونية؟ هل سوف تعتمد المؤسسات التعليمية خطط واستراتيجيات حول بناء وتطوير التعليم الالكتروني؟ هل سوف نعقد مؤتمرات علمية ولقاءات ثقافية على المستوى المحلي بين الاقسام والكليات والجامعات وعلى المستوى العالمي مع الجامعات في مختلف انحاء العالم بصورة الكترونية ؟ هل سوف نعمل على بناء بنى تحتية حقيقية لتقانة المعلومات ومخصصة لها اموال خاصة ؟.
في اعتقادي اللشخصي لا شي مستحيل وان غداً لناظره قريب.