تدفع عجلة التنمية والتقدم التكنولوجي حاجة معلمي المكتبات وعلم المعلومات للكشف عن طرق جديدة للتعليم من خلال استخدام الأدوات والوسائط التكنولوجية ومن خلال المشاركة في الموارد وتبادل المعلومات•
وقد تطورت تكنولوجيا الاتصالات عن بُعد تطوراً كبيراً وأفرزت بدائل عديدة للنقل والاتصال الإلكتروني، ومنها على سبيل المثال الفيديو، والوسائط السمعية والمرئية، والفاكسميلي، والبريد الإلكتروني، والإنترنت والأقمار الصناعية•
ولم يغب عن مصر المشاركة في هذا التطور التكنولوجي إذ كان إطلاقها للقمر الصناعي المصري "نايل سات" في 28 إبريل 1998، إيذاناً بدخول مصر عصر الفضاء والاتصالات الفضائية والاستفادة من تجارب الدول التي سبقتها في هذا المجال•
وكان من حسن الطالع أن تخصِّص بعض القنوات التي يبثها القمر الصناعي المصري للتعليم (1)، وقد يكون من المفيد أن يكون لتعليم المكتبات وعلم المعلومات حصة في هذه القناة التعليمية• ونأمل من هذه الدراسة أن تكون إسهاماً متواضعاً في هذا المجال• لأنها تكشف عن الإطار النظري للتعليم عن بُعد في مجال المكتبات والمعلومات، وتطرح التعريفات والمصطلحات المتداولة في هذا السياق وتستعرض الإنتاج الفكري السابق للموضوع، وتعرض لبعض التجارب التي نُفذت في برامج تعليم المكتبات عن بُعد في الدول النامية والدول المتقدمة•
ومن نافلة القول، إن القناة الفضائية المصرية تبثُّ الآن برنامجاً أسبوعياً للعلاج عن بعد "فضائية كلينك"، وتعقد العديد من القنوات الفضائية العربية برامج تنقل المؤتمرات عن بُعد، كما تنقل صوت وصورة المتحدث عن بُعد لكي يشارك في الإجابة عن استفسار ما أو يشارك في ندوة تُعقد في مكان آخر•
ويمكن بالقياس إلى ذلك توفير الوصلات الإلكترونية اللازمة لأي عدد من التطبيقات في مجال تعليم المكتبات وعلم المعلومات• ويعتمد مستقبل أمناء المكتبات إلى حدٍ كبيرٍ على مدى تآلفهم مع تعدد أنماط موارد المعلومات المتاحة في أشكال إلكترونية واستخدام هذه الموارد بطريقة تحقق عائداً من فاعلية التكلفة• ويعتمد استخدام التكنولوجيا على مدى توفيرها للأموال التي يتم إنفاقها، للوصول الأفضل للمستمع الذي تنشده، وتوفير تعليم أفضل مما يقدِّمه التعليم التقليدي داخل أسوار الجامعة، إضافةً إلى التغلب على المشاكل والعوائق التقليدية لعملية التعلم، ومنها على سبيل المثال العوائق الجغرافية، والوظيفية، والأسرية، والبيئية، والاقتصادية، بالإضافة إلى أنَّ التعليم عن بُعد قد يحل مشكلة النقص في أعداد الخريجين من أقسام المكتبات الأكاديمية، وتلبية احتياجات سوق العمل وحركة التنمية الشاملة التي تشهدها مصر في شتَّى المجالات، وتلبية رغبة الأفراد الذين يعوقهم الالتحاق بالبرامج الأكاديمية لتعليم المكتبات في الجامعات•
ونحن على مشارف القرن الحادي والعشرين، ينبغي أن تركِّز جهود التخطيط الحالية على اختيار بيئة الاتصال المناسبة التي يمكن أن تقود مكتبتك أو معهدك الأكاديمي أو المهنة عامة إلى القرن القادم وبالتجهيزات والعتاد اللازم لمعايشة هذا القرن•
أهداف الدراسة
تهدف هذه الدراسة إلى محاولة تحقيق الأهداف التالية:
1ـ الإلمام بالمعرفة النظرية والعملية لما يدور حول الجهود والأنشطة التي تُبذَل في التعليم عن بعد في مجال المكتبات وعلم المعلومات•
2ـ التعرُّف على كيفية إعداد المواد التعليمية التي تُستخدَم في هذه البرامج•
3ـ إدراك دور شبكات المكتبات التي تأسست لكي يستخدمها طلاب التعليم عن بُعد•
4ـ طرح التعريفات والمصطلحات المتداولة في هذا السياق•
5ـ استعراض الإنتاج الفكري السابق للموضوع•
6ـ عرض بعض التجارب التي نُفذت في برامج التعليم عن بُعد في المكتبات في الدول النامية والدول المتقدمة•
7ـ وصف ملامح تطبيقات التعليم عن بُعد في الولايات المتحدة وكندا مع بريطانيا كممثِّلة لدول أوربا الغربية• وقد اختيرت بريطانيا نظراً لما يتميز به النظام البريطاني من ملامح في الجامعة البريطانية المفتوحة (BOU) التي نقلت تجربتها لمواقع بعيدة في استراليا ونيوزيلندة•
8ـ وصف الجهود الإقليمية والمحلية ـ إن وجدت ـ في هذا السياق للتعرُّف على تقدير الاحتياجات للبرامج التعليمية التي تُقدَّم من خلال التعليم عن بُعد•
9ـ القيام بدراسة تكشف وتدعم الطلاب الذين لا يتطلعون إلى الالتحاق ببرامج جامعية مُعْتَمَدَة لتعليم المكتبات في الإطار التقليدي داخل أسوار الجامعة•
10ـ إدراك دور التكنولوجيا عامة ودور تكنولوجيا الاتصالات عن بُعد خاصة من أجل اختيار الأداة التكنولوجية المناسبة لبرامج المكتبات•
أسئلة الدراسة
1ـ ما مسوغات التعليم عن بُعد في مجال المكتبات وعلم المعلومات؟
2ـ هل تساعد وسائل التقنية الحديثة على نجاح برامج التعليم عن بُعد؟
3ـ ما أثر التقدم التكنولوجي على تعليم المكتبات، ما المقررات التي يتم تعليمها عن بعد في المكتبات والمعلومات؟ وهل يمكن تطبيقه على العمليات الفنية في المكتبات؟
4ـ ما العوائق التي تواجه التعليم عن بُعد؟
5ـ هل هناك فرق كبير في التحصيل والاستيعاب بين الذين يتلقون التعليم بالطرق التقليدية والذين يتلقونه عن بُعد؟
6ـ هل يمكن تطبيق التعليم عن بُعد في المجتمعات النائية بمصر وفي المجتمعات العمرانية الجديدة مثل: جنوب الوادي وتوشكى وسيناء؟
7ـ هل يمكن تطبيق التجربة البريطانية للجامعة المفتوحة على نظام التعليم المفتوح الذي تنفذه جامعة القاهرة في مجال المكتبات وعلم المكتبات؟
8ـ ما أنماط المتعلمين عن بُعد؟
9ـ ما مواقف الطلاب والمعلمين تجاه التعليم عن بُعد؟
10ـ ما دور أخصائي الوسائط التعليمية في المكتبة في التعليم عن بُعد؟ وكيف يتم إنتاج مقرَّر تعليمي عن بُعد؟
منهج الدراسة
تعتمد الدراسة على المنهج الوصفي في الإطار النظري للدراسة إلى جانب مسح الإنتاج الفكري المتعلق بالتعليم عن بُعد في المكتبات وعلم المعلومات وإجراء مقابلات شخصية مع الأساتذة الذين يقومون بتدريس برامج تعليمية بوساطة الدوائر التلفازية المغلقة من خلال قائمة بالأسئلة المفتوحة النهايات التي تُوجَه أيضاً لبعض الأساتذة والمشرِفات في قسم الطالبات بجامعة الملك عبد العزيز للتعرُّف على اتجاهاتهم حيال هذه الوسيلة•
وقد تم استرجاع قاعدة بيانات مستخلصات علم المعلومات ISA، وقاعدة بيانات مستخلصات المكتبات وعلم المعلومات LISA، وقاعدة بيانات الرسائل الجامعية DAT في الفترة ما بين 1986 ـ 1997، بالإضافة إلى الاطلاع والتحليل لإصدارات كاملة خُصِّصت لموضوع التعليم عن بعد في المكتبات وعلم المعلومات في مجلة تعليم المكتبات وعلم المعلومات (1987) JELIS• والرجوع إلى دائرة معارف المكتبات وعلم المعلومات (1993) ELIS ،في مادة "التعليم عن بُعد"•
هذا إضافة إلى الاستشارة المباشرة لبعض الأعمال التي صدرت حديثاً عن الموضوع وهي متاحة في المكتبة المركزية لجامعة الملك عبد العزيز• كما تمَّ فحص دليل الرسائل الجامعية في المملكة العربية السعودية (1410 هـ/ 1990م)، الصادر عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في الرياض• وعُثِرَ في هذا الدليل على رسالة واحدة بعنوان "جدوى بعض أساليب التعليم عن بُعد في بعض جامعات وكليات المملكة العربية السعودية (1405 هـ) إعداد: عيسى عبد الله الحليان الفهاد ü، وهي رسالة في مجال التربية قدمت لكلية التربية في جامعة الملك سعود لنيل درجة الماجستير، إضافة إلى ندوة التعليم العالي عن بُعد التي أُعدَّت في البحرين في عام 1407 هـ الموافق 1986 •