؟الإنترانت عبارة عن شبكة كمبيوتر خاصة بمؤسستك تستعمل البروتوكولات والقواعد التي بني عليها الإنترنت وذلك كي يمكن الأفراد والعاملين في تلك المؤسسة من الاتصال ببعضهم البعض والوصول إلى المعلومات وذلك بطريقة أسرع وأفضل وأكثر كفاءة وأقل كلفة من الأساليب التقليدية المعتادة. فهي تقوم بتسهيل الأعمال العديدة التي يتطلبها المكتب والتي يمكن أن تأخذ وقتا وجهدا ومالا كبيرا لإنجازها. من هذه الأعمال على سبيل المثال لا الحصر الاجتماعات والتحدث على الهاتف وتحضير الرسائل والمذكرات وإرسال الرسائل بالبريد أو الفاكس وغيرها.الإنترانت في الواقع هو نسخة مصغرة من الإنترنت تعمل داخل المؤسسة. أنت ومن معك من العاملين بها هم الوحيدين القادرون على الوصول إليه ولا يحتوي الإنترانت من المعلومات إلا تلك التي توافق أنت عليها. كما تقدم شبكة الإنترانت خدمة الولوج إلى الإنترنت مع منع العكس (أي لا يمكن لغير المُسجلين في شبكة الإنترانت الولوج إليها عن طريق الإنترنت)، وبذلك تؤمن الإنترانت سورا منيعا (يطلق عليه اسم جدار النار (Fire walls) حول محتوياتها مع المحافظة على حق وصول العاملين عليها إلى مصادر المعلومات الخارجية على الإنترنت. و من أهم مساوئ التي تترتب بسبب اتصال المؤسسات بشبكة الإنترنت العالمية واستخدامهم لها هو إمكانية استخدام الإنترنت في أعمال وتطبيقات غير مفيدة للشركة أو المؤسسة بواسطة موظفيها.لهذه الأسباب وغيرها فإن العديد من المؤسسات قد ابتعدت عن استخدام شبكة الإنترنت العالمية الواسعة واقتصرت على إنشاء الإنترانت.فالإنترانت هو التطبيق العملي لاستخدام تقنيات الإنترنت والويب في الشبكة الداخلية للمؤسسة أو الشركة، بغرض رفع كفاءة العمل الإداري وتحسين آليات تشارك الموارد والمعلومات والاستفادة من تقنيات الحوسبة المشتركة.ويعد البعض شبكة الإنترانت نموذجا مُطورا من نظام الخادم/ المستفيد (client/server) المُعتمد في الحوسبة.مبدأ شبكة إنترانت INTRANET :و يختلف مبدأ شبكات إنترانيت INTRANET عن مبدأ شبكة الإنترنت في توجهه إلى المستوى الخاص , و ليس إلى المستوى العام . و يعني ذلك أن المعلومات في الإنترانيت هي معلومات خاصة , لا يسمح باستخدامها أو تبادلها, إلا من قبل مجموعة خاصة من المستخدمين. و لئن كان الإنترنت هي شبكة عامة واحدة , فانه يمكن أن يكون هناك شبكات عديدة تعمل على مبدأ إنترنت لكل منها خصوصيتها في طبيعة المعلومات , وفي تحديد المستخدمين المسموح لهم باستخدامها.هذا من حيث الاختلاف بين الإنترنت و الإنترانيت أما من حيث الاتفاق فيما بينهما فان هذا الاتفاق يمكن في أسلوب العمل و طبيعة الخدمات المقدمة . فهما يعملان طبقا لذات المعايير التقنية , و يقدمان ذات الخدمات , و لكن كل ضمن مستواه : العام للإنترنت , و الخاص للإنترانيت . ويمكن لمستخدم معين للإنترنت يحمل طبيعة المستخدم العام أن يكون أيضا مستخدما لإنترانيت معينة إذا كان يحمل خصوصيتها كمستخدم خاص حصل على حق التعامل الخاص مع المعلومات فيها.وقد تعمل الإنترانيت على مدى جغرافي محلي ضمن شبكة محلية , أو قد تعمل على مدى جغرافي واسع كشبكة خاصة. و في هذا الإطار قد يكون لها في الحالتين طابع ظاهريVIRTUAL . كما يمكن أن تكون موصلة إلى إنترنت INTERNET دون أن تسمح لأحد باختراق خصوصيتها.و على أساس ما سبق القول : إن "إنترنت" هي علميا "إنترانيت" , و لكن ضمن إطار خاص , سواء على مدى جغرافي محلي , أو على مدى جغرافي واسع. و يضاف إلى ذلك أن إنترانيت لا تحرم مستخدميها من التوصيل مع إنترنت و الاستفادة من خدمات المستوى العام.كيف تُبنى الإنترانت؟ تُلخص خطوات بناء شبكة الإنترانت بالمراحل التالية:1. تحليل ودراسة الجدوى من شبكة الإنترانت بتحديد ما يلي: • حاجة العاملين في الشركة إلى الخدمات الإلكترونية. • الموارد والتطبيقات المشتركة بين العاملين. • تحديد آلية الوصول إلى المعلومات وطرائق استخدامها وتقسيم العاملين إلى مستويات استنادا إلى الصلاحيات التي ستُمنح لهم. 2. اختيار أدوات العمل: • برامج التصميم والتطوير المناسبة للغاية ضمن حدود الميزانية المتاحة. • تحديد مصادر محتوى الموقع الداخلي واختيار القائمين عليه بدقة وعناية.• تعيين فريق العمل من مصممين ومطوّرين و....3. إصدار نسخة تجريبية (Pilot version) لدراسة النقاط التالية: • تقبُل المستخدمين لأدوات العمل الجديدة وتحديد المستوى الحقيقي لقبولهم للحلول الجديدة. • السرعة المكتسبة في إنجاز العمل عن طريق الإنترانت قياسا إلى سرعة العمل بدونها.• الاستفتاء على كفاية وصحة محتوى الموقع الداخلي على الإنترانت.• التأكد من آلية سير عمليات الصيانة الوقائية الدورية (Preventive maintenance) والحفظ الاحتياطي (Backup system) لمحتويات الإنترانت.4. تنفيذ المشروع. تنفيذ المشروع مع مراعاة النقاط السابقة والحرص على الاستعانة بمحترفين لتنفيذ العمل على أكمل وجه.5. المتابعة والصيانة. تأتي مرحلة المتابعة والصيانة في نهاية أي مشروع تحيطه عملية الحرص على ديمومة الخدمات في مستوى معقول، وقد ذكرنا عمليات الصيانة الوقائية في السطور السابقة، التي تعني وضع برامج تنبئية للأخطاء والمشاكل التي يمكن أن تظهر في المستقبل تحاشيا للوصول إلى حالات طوارئ لا تُحمد عواقبها. وعلى كل حال فإن شبكة الإنترانت التي ستُبنى ستمر بثلاث مراحل هي أشبه بالمراحل التي يمر بها الإنسان، وقد يكون التشبيه غير مناسب للبعض إلا أنه يُعبر عن حقيقة الأمر بوضوح كامل: • المرحلة الأولى (الطفولة): إذ تنطلق الإنترانت في البداية ضعيفة ومرفوضة من الموظفين التقليديين، وغير واضحة المعالم من حيث كفايتها لتسيير العمل وحجم التَحسن الذي ستضيفه إلى الأداء العام في الشركة، ويتحاشى المشرفون عليها تخصيص ميزانية جيدة بحجة كونها مشروعاً تجريبياً، كما أن التكاليف الحقيقية لتصميم الموقع الداخلي وما يرتبط به من قواعد بيانات تكون غير محددة ولا يمكن تصورها بدقة. • المرحلة الثانية (المراهقة): بعد تجاوز المرحلة الأولى، تتضح الكثير من الأمور، إذ يُصبح توقع النتائج ممكناً مع وجود الحاجة إلى المتابعة المستمرة، كما هو حال الشاب الذي تمنحه القرار فيما يخص حياته ولكن تَبقى بجانبه ناصحا حكيما، ولا شك أن الشبكة ستصل إلى العديد من الإنجازات وتواجه الكثير من الإخفاقات، وقد تتقمص تجربتك أثواب تجارب أخرى، ولكن كل هذا يضاف إلى رصيد الخبرة التراكمية التي ترتقي بالتجربة كلها نحو الكمال والفعالية.• المرحلة الثالثة (النضج):تتخذ شبكة الإنترانت في هذه المرحلة مَنحى ثابتا في النمو والتطور وتصبح لها ميزانيتها الواضحة والمحددة وتبدأ باكتساب شكلها ومحتواها المميز عن التجارب الأخرى، وتتخذ طابع الكفاية والمنعة؛ الكفاية من حيث توفيرها لكل ما يحتاجه العاملون عليها، والمنعة من ناحية كونها لا تضم ما لا يحتاجه العاملون عليها.ما ضرورة وجود الإنترانت؟ تنبع الحاجة إلى الإنترانت في الشركات المتوسطة والكبيرة من الأسباب التالية: 1. تقليص التكاليف: يعمل الجهاز الخادم (server) في شبكة الإنترانت على تقليل الحاجة إلى وجود نسخ متعددة من البرامج (وقواعد البيانات (databases)، لأن هيكلية موقع شبكة الإنترانت مطابقة تماما لبنيته على الإنترنت، وتسمح هذه البنية بخدمة (تنزيل (downloading) الملفات والتطبيقات بسهولة ويسر، كما إن الوصول إلى البيانات المشتركة يمكن أن يُنفذ عن طريق قاعدة بيانات مشتركة يتم الوصول إليها من المستخدمين كل تبعا (للصلاحية (Permission) الممنوحة له. كما يمكن للشركة أن تستغني عن الكثير من المطبوعات والنماذج الورقية التي تقدم الإنترانت حلولا إلكترونية لها مثل: دليل الهاتف (Phonebook) وطلبات الصيانة (Maintenance request form) والخدمات الإدارية المتعددة، إلى جانب ذلك يمكن اعتماد أجهزة متواضعة الإمكانيات للموظفين لأن الجهاز الخادم هو الذي سيقوم بجميع مهام التخزين وإدارة العمليات عن طريق الموقع الداخلي (Internal Web site) وسيكون برنامج استعراض الإنترانت (مستعرض الإنترنت) هو البرنامج الرئيس، وقد يكون الوحيد، الذي يحتاجه الموظف لتأدية وظيفته.2. توفير الوقت: يُخفض استخدام الإنترانت الكثير من الوقت الضائع في الاتصال بين عناصر الشركة، كما يُؤمن وسيلة ضمان لدقة سير الاتصالات وعدم تكرارها. فعلى سبيل المثال: قد تُرسَل العديد من الطلبات عن طريق البريد الإلكتروني دون أن تَحصَل الاستجابة (إما لأن الطرف الثاني لم يتصفح الرسالة أو لأنه لم يفهمها من أول مرة)، أما على الإنترانت فإن تنظيم تبادل المعلومات والخدمات الإدارية يتم عن طريق نماذج معيارية متفق عليها ولا يتم إرسالها عن طريق النظام البريدي الداخلي قبل استيفاء المعلومات المطلوبة بكاملها، ومن ثمّ يتم حفظها آليا في الجهاز الخادم أو الجهاز خادم البريد الإلكتروني، وتظهر لدى الطرف الثاني بعد وقت قصير جداً، وبذلك تُؤمن الإنترانت الدقة وتوفر الوقت. ملحوظة:يمكن اعتبار الإنترانت إحدى دعامات ضمان الجودة (quality assurance) في النظام الرقمي لما توفره من دقة في عملية التحكم بالجودة (quality control).3. الاستقلالية والمرونة:تربط الإنترانت بين أجهزة كمبيوتر من عوائل مختلفة مثل آبل (Apple) و الكمبيوتر الشخصي (PC) حالها في ذلك حال كل الشبكات الحديثة، أما الجديد الذي تنفرد به الإنترانت فهو إمكانية النفاذ إلى موارد المعلومات (Information resources) عن طريق تطبيق واحد هو المستعرض (browser) ومن منصات عمل مختلفة. تُمكن هذه الصفة المستخدمين من الولوج إلى محتويات الجهاز الخادم بغض النظر عن منصة العمل التي يعملون عليها