26 ـ يا بني : لا تضحك من غير عجب ولا تمشي في غير أدب و لا تسأل عما لا يعنيك .
27 ـ يا بني : إن الإنسان ثلاثة أثلاث , ثلث لله , وثلث لنفسه , وثلث للدود فأما ما هو لله فروحه؛وما هو لنفسه فعمله؛ وأما ما هو للدود فجسمه .
28 ـ يا بني :ليعتبر من قصر يقينه وضعفت نيته في طلب الرزق أن الله تبارك وتعالى خلقه في ثلاثة أحوال من أمره، واتاه رزقه ولم يكن له في واحدة منها كسب ولا حيلة، إن الله تبارك وتعالى سيرزقه في الحال الرابعة. أما أول ذلك فإنه في رحم أمه يرزقه هناك في قرار مكين حيث لا يؤذيه حر ولا برد، ثم أخرجه من ذلك وأجرى له رزقا من لبن أمه يكفيه به ويربيه وينعشه من غير حول ولا قوة، ثم فطم من ذلك فأجرى له رزقا من كسب أبويه برأفة ورحمة له من قلوبهما لا يملكان غير ذلك حتى أنهما يؤثرانه على أنفسهما في أحوال كثيرة ، حتى إذا كبر وعقل واكتسب لنفسه ضاق به أمره وظن الظنون بربه، وجحد الحقوق في ماله، وقتر على نفسه وعياله مخافة إقتار رزق، وسوء يقين بالخلف من الله تبارك وتعالى في العاجل والآجل، فبئس العبد هذا يابني.
29 ـ يا بني :لكل شيءعلامة تعرف بها ويشهد عليها، وان للدين ثلاث علامات: العلم، والإيمان، والعملبه.
وللإيمان ثلاث علامات: الإيمان بالله وكتبه ورسله.
وللعالم ثلاث علامات: العلم بالله، وبما يحب ويكره.
وللعامل ثلاث علامات: الصلاة والصيام والزكاة.
وللمتكلف ثلاث علامات: ينازع من فوقه، ويقول مالا يعلم، ويتعاطىمالا ينال..
وللظالم ثلاث علامات: يظلم من فوقه بالمعصية، ومن دونه بالغلبة،ويعين الظلمة.
وللمنافق ثلاث علامات: يخون ويكذب ويخالف مايقول.
وللمرائي ثلاث علامات: يكسل إذا كان وحدة، وينشط إذا كان الناس عنده،ويتعرض في كل أمر للمحمدة .
وللحاسد ثلاث علامات: يشتري ما ليس له، ويلبس ما ليس له، ويأكل ما ليس له .
و للكسلان ثلاث علامات: يتوانى حتى يفرط، ويفرط حتى يضيع، ويضيع حتى يأثم .
وللغافل ثلاث علامات: السهو واللهو والنسيان .
30 ـ يا بني : لا تطلب من الأمر مدبرا، ولا ترفض منه مقبلا، فان ذلك يضل الرأي ويزري بالعقل .
31 ـ يا بني : ليكن مما تستظهر به على عدوك الورع عن المحارم، والفضل في دينك، والصيانة لمروتك، والإكرام لنفسك أن لا تدنسها
بمعاصي الرحمن، ومساوي الأخلاق وقبيح الأفعال، واكتم سرك، وأحسن سريرتك،فإنك إذافعلت ذلك أمنت بستر الله أن يصيب عدوك منك عورة، او يقدر منك على زلة، ولا تأمنن مكره فيصيب منك غرة في بعض حالاتك، وإذا تمكن منك وثب عليك ولم يقلك عثرة،وليكن مما تتسلح به على عدوك إعلان الرضا عنه، واستصغر الكثير في طلب المنفعة، واستعظم الصغير في ركوب المضرة.
32 ـ يا بني : انك منذ سقطت إلى الدنيا استدبرتها واستقبلت الآخرة فدار أنت إليها تسير أقرب إليك عن دار أنت عنها متباعد.
33 ـ يا بني : جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فلا تجادلهم فيمنعوك وخذ من الدنيا بلاغا ولا ترفضها فتكون عيالا على الناس وصم صوما
يقطع شهوتك ولا تصم صياماً يمنعك من الصلوات فان الصلوات أحب إلى الله من الصيام.
34 ـ يا بني : خف الله خوفاً لو أتيته بعمل الثقلين خفت أن يعذبك، وارجه رجاءاً لو أتيته بذنوب الثقلين رجوت أن يغفر لك فقال له ابنه يا
أبت وكيف اطيق هذا وإنما لي قلب واحد فقال يا بني لو استخرج قلب المؤمن فشق لوجد فيه نوران نور للخوف ونور للرجاء لو
وزنا ما رجح أحدهما على الآخر بمثقال ذرة.
35 ـ يا بني : لا تركن إلى الدنيا ولا تشغل قلبك بها فما خلق الله خلقا هو أهون عليه منها آلاّ ترى انه لم يجعل نعيمها ثواباً للمطيعين ولم
يجعل بلاءها عقوبة للعاصين.